﴿إِنِّى ءَامَنتُ بِرَبِّكُمْ﴾ الذي خلقكم ورباكم بأنواع النعم وإنما قال : آمنت بربكم وما قال آمنت بربي ليعلموا أن ربهم هو الذي يعبده فيعبدوا ربهم ولو قال إني آمنت بربي لعلهم يقولون أنت تعبد ربك ونحن نعبد
٣٨٥
ربنا وهو آلهتهم ﴿فَاسْمَعُونِ﴾ أجيبوني في وعظي ونصحي واقبلوا قولي كما يقال سمع الله لمن حمده أي : قبله فالخطاب للكفرة شافههم بذلك إظهاراً للتصلب في الدين وعدم المبالاة بالقتل.
وإضافة الرب إلى ضميرهم لتحقيق الحق والتنبيه على بطلان ما هم عليه من اتخاذ الأصنام أرباباً كما في "الإرشاد" : وإنما أكده إظهاراً لصدوره عنه بكمال الرغبة والنشاط.
ولما فرغ من نصيحته لهم وثبوا عليه فوطئوه بأرجلهم حتى خرجت إمعاؤه من دبره ثم ألقى في البئر وهو قول ابن مسعود رضي الله عنه.
وقال السدي رجموه يعني (ايشان اورا سنك مى زدند تا هلاك شد وهو يقول رب اهد قومي آن دليل است بركمال وفرط شفقت وى بر خلق اين آننان است كه ابو بكر الصديق بني تيم را كفت آنكه كه اورا مى رنجانيدند واز دين حق بادين باطل ميخواندند كفت "اللهم اهد بني تيم فإنهم لا يعلمون يأمرونني بالرجوع من الحق إلى الباطل" كمال شفقت ومهربانىء ابو بكر رضي الله عنه برخلق خدا غرفه بود از بحر نبوت عربى عليه السلام بآن خبركه كفت "ما صب الله تعالى شيئاً في صدري إلا وصببته في صدر أبي بكر" وخلق مصطفى عليه السلام باخلق نان بود كه كافران بقصدوى برخاسته بودند ودندان عزيزوى ميشكستند ونجاست برمهر نبوت مى انداختند وآن مهتر عالم دست شفقت بر سر ايشان نهاده كه) "اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون" وفي "المثنوي" :
طبع را كشتند در حمل بدى
نا حمولى كر بود هست ازدىاى مسلمان خود ادب اندر طلب
نيست الا حمل ازهر بى ادب
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٣٦٤
وقال الحسن : خرقوا خرقاً في حلق حبيب فعلقوه من وراء سوء المدينة.
وقيل نشروه بالمنشار حتى خرج من بين رجليه.
وقيل : ألقي في البئر وهو الرس وقبره في سوق أنطاكية.
قيل : طوّل معهم الكلام ليشغلهم بذلك عن قتل الرسل إلى أن قال : إني آمنت بربكم فاسمعون فوثبوا عليه فقتلوه وباشتغالهم بقتله تخلص الرسل كما في "حواشي ابن الشيخ" وكذا قال الكاشفي :(وبقولى آنست بسلامت بيرون رفتند وحبيب كشته شد وقولى آنست كه يغمبران وملك ومؤمنان كشته شدند) كما قال أبو الليث في تفسيره وقتلوا الرسل الثلاثة
ون سفيها نراست اين كار وكيا
لازم آمد يقتلون الأنبيا ﴿قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ﴾ قيل له أي : الحبيب النجار ذلك لما قتلوه إكراماً له بدخولها حينئذٍ كسائر الشهداء.
وقيل معناه البشري بدخول الجنة وإنه من أهلها يدخلها بعد البعث لا أنه أمر بدخولها في الحال لأن الجزاء بعد البعث وإنما لم يقل قيل له لأن الغرض بيان المقول لا المقول له لظهوره وللمبالغة في المسارعة إلى بيانه والجملة استئناف وقع جواباً عن سؤال نشأ من حكاية حاله ومقاله كأنه قيل كيف كان لقاء ربه بعد ذلك التصلب في دينه والتسخي بروحه لوجهه تعالى فقيل : قيل ادخل الجنة وكذا قوله تعالى :﴿قَالَ﴾ إلى آخره فإنه جواب عن سؤال نشأ من حكاية حاله كأنه قيل فماذا قال عند نيله تلك الكرامة السنية فقيل : قال متمنياً علم قومه بحاله ليحملهم ذلك على اكتساب مثله بالتوبة عن الكفر والدخول في الإيمان
٣٨٦


الصفحة التالية
Icon