عنها يكون أعجز من غيرها ﴿وَلا إِلَى أَهْلِهِمْ﴾ الأهل يفسر بالأزواج والأولاد بالعبيد والإماء والأقارب وبالأصحاب وبالمجموع كما في "شرح المشارق" لابن الملك.
قال الراغب : أهل الرجل من يجمعه وإياهم نسب وعبر بأهل الرجل عن امرأته.
﴿يَرْجِعُونَ﴾ إن كانوا في خارج أبوابهم بل تبغتهم الصيحة فيموتون حيث ما كانوا وبالفارسية :(س نتوانند وصيت كردن با حاضران ونه بسوى ايشان كر غائب باشند باز كردند يعني مجال از بازار بخانه رفتن نداشته باشند الحاصل دران وقت كه دربازار بخصومت وجدال ومعاملات مشغول باشند ومهمات دنيايى سازند يكبار اسرافيل بصور در دمد وهمه خلق برجاى بميرند) إلا ما شاء الله كما يأتي في سورة الزمر إن شاء الله تعالى.
واعلم أن الموت يدرك الإنسان سريعاً والإنسان لا يدرك كل الأماني فعلى العبد أن يتدارك الحال بقصر الآمال، قال الشيخ سعدي قدس سره :
تو غافل در انديشه سود ومال
كه سرمايه عمر شد ايمال
غبار هوى شم عقلت بدوخت
شموس هوس كشت عمرت بسوخت
خبر دارى اى استخوان قفس
كه جان تو مرغيست نامش نفس
و مرغ ازقفس رفت وبكسست قيد
دكر ره نكردد بسعى تو صيد
نكه دار فرصت كه عالم دميست
دمى يش دانا به از عالميست
سكندر كه برعالمى حكم داشت
دران دم كه بكذشت عالم كذاشت
ميسر نبودش كزو عالمى
ستانند ومهلت دهندش دمى
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٣٦٤
دل اندر دلارام دنيا مبند
كه ننشست باكس كه دل برنكند
سر ازجيب غفلت برآور كنون
كه فردا نمانى بحسرت نكون
طريقى بدست آر وصلحى بجوى
شفيعى بر انكيز وعذري بكوى
كه يك لحظه صورت نبندد امان
و يمانه ر شد بدور زمان
دعا عمرو بن العاص رضي الله عنه حين احتضاره بالغل والقيد فلبسهما ثم قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلّم يقول :"إن التوبة مبسوطة ما لم يغرغر ابن آدم بنفسه" ثم استقبل القبلة فقال : اللهم أمرتنا فعصينا ونهيتنا فارتكبنا هذا مقام العائذ بك فإن تعف فأهل العفو أنت وإن تعاقب فيما قدمت يداي سبحانك لا إله إلا أنت إني كنت من الظالمين فمات وهو مغلول مقيد فبلغ الحسن بن علي رضي الله عنهما فقال : استسلم الشيخ حين أيقن بالموت ولعله ينفعه.
ومن السنة حسن الوصية عند الموت وإن كان الذي يوصي عند الموت كالذي يقسم ماله عند الشبع.
ومن مات بغير وصية لم يؤذن له في الكلام بالبرزخ إلى يوم القيامة ويتزاور الأموات ويتحدثون وهو ساكت فيقولون إنه مات من غير وصية فيوصي بثلث ماله.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما الضرار في الوصية من الكبائر ويوصي بإرضاء خصومه وقضاء ديونه وفدية صلاته وصيامه جعلنا الله وإياكم من المتداركين لحالهم والمتفكرين في مآلهم والمكثرين من صالحات الأعمال والمنتقلين من الدنيا على اللطف والجمال.
﴿فَلا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ * وَنُفِخَ فِى الصُّورِ فَإِذَا هُم مِّنَ الاجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنسِلُونَ * قَالُوا يا وَيْلَنَا مَنا بَعَثَنَا مِن مَّرْقَدِنَا هَـاذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمَـانُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ * إِن كَانَتْ إِلا صَيْحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا﴾.
﴿وَنُفِخَ فِى الصُّورِ﴾ أي : ينفخ
٤١٠
في الصور وصيغة الماضي للدلالة على تحقق الوقوع والنفخ نفخ الريح في الشيء وبالفارسية :(دردميد) والجمهور على إسكان واو الصور.
وفيه وجهان :
أحدهما أنه القرن الذي ينفخ فيه إسرافيل عليه السلام وفيه بعدد كل روح ثقبة هي مقامه فالمعنى ونفخ في القرن نفخاً هو سبب لحياة الموتى.
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٣٦٤