﴿يَنصُرُ مَن يَشَآءُ﴾ أن ينصره من ضعيف وقوي من عباده استئناف مقرر لمضمون قوله تعالى :﴿الامْرُ مِن قَبْلُ وَمِنا بَعْدُ﴾ ﴿وَهُوَ الْعَزِيزُ﴾ المبالغ في العزة والغلبة فلا يعجزه من يشاء أن ينصر عليه كائناً من كان ﴿الرَّحِيمُ﴾ المبالغ في الرحمة فينصر من يشاء أن ينصره أي : فريق كان أو لا يعز من عادى ولا يذل من والى كما في "المناسبات" وهو محمول على أن المراد بالنصر نصر المؤمنين على المشركين في غزوة بدر كما أشير إليه من الوسيط.
وفي "الإرشاد" المراد من الرحمة هي الرحمة الدنيوية إما على القراءة المشهورة فظاهر لأن كلا الفريقين لا يستحق الرحمة الدنيوية وإما على القراءة الأخيرة فلأن المسلمين وإن كانوا مستحقين لها لكن المراد بها نصرهم الذي هو من آثار الرحمة الدنيوية وتقديم وصف العزة لتقدمه في الاعتبار.
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٣
﴿بِنَصْرِ اللَّه يَنصُرُ مَن يَشَآءُا وَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ * وَعْدَ اللَّه لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَه وَلَـاكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ * يَعْلَمُونَ ظَـاهِرًا مِّنَ الْحَيَواةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ﴾.
﴿وَعْدَ اللَّهِ﴾ مصدر مؤكد لنفسه لأن ما قبله وهو ويومئذٍ الخ في معنى الوعد إذ الوعد هو الإخبار بإيقاع شيء نافع قبل وقوعه وقوله ويومئذٍ الخ من هذا القبيل ومثل هذا المصدر يجب حذف عامله والتقدير وعد الله وعداً يعني انظروا وعد الله ثم استأنف تقرير معنى المصدر فقال :﴿لا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ﴾ لا هذا الذي في أمر الروم ولا غيره مما يتعلق بالدنيا والآخرة لاستحالة الكذب عليه سبحانه ﴿وَلَـاكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ﴾ وهم المشركون وأهل الاضطراب ﴿لا يَعْلَمُونَ﴾ صحة وعده لجهلهم وعدم تفكرهم في شؤون الله تعالى.
﴿يَعْلَمُونَ ظَـاهِرًا مِّنَ الْحَيَواةِ الدُّنْيَا﴾ وهو ما يشاهدونه من زخارفها وملاذها وسائر أحوالها الموافقة لشهواتهم الملائمة لأهوائهم المستدعية لانهماكهم فيها وعكوفهم عليها وتنكير ظاهراً للتحقير والتخسيس أي : يعلمون ظاهراً حقيراً خسيساً من الدنيا.
قال الحسن : كان الرجل منهم يأخذ درهماً ويقول وزنه كذا ولا يخطىء وكذا يعرف رداءته بالنقد.
وقال الضحاك : يعلمون بنيان قصورها وتشقيق أنهارها وغرس أشجارها ولا فرق بين
عدم العلم وبين العلم المقصور على الدنيا.
وفي "التيسير" قوله :﴿لا يَعْلَمُونَ﴾ نفي للعلم بأمور الدين وقوله :﴿يَعْلَمُونَ﴾ إثبات للعلم بأمور الدنيا فلا تناقض لأن الأول نفي الانتفاع بالعلم بما ينبغي والثاني صرف العلم إلى ما لا ينبغي ومن العلم القاصر أن يهيىء الإنسان أمور شتائه في صيفه وأمور صيفه في شتائه وهو لا يتيقن بوصوله إلى ذلك الوقت ويقصر في الدنيا في إصلاح أمور معاده ولا بد له منها ﴿وَهُمْ عَنِ الاخِرَةِ﴾ التي هي الغاية القصوى والمطلب الأسنى ﴿هُمْ غَـافِلُونَ﴾ لا يخطرونها بالبال ولا يدركون من الدنيا ما يؤدي إلى معرفتها من أحوالها ولا يتفكرون فيها.
﴿وَهُمْ﴾ الثانية تكرير للأولى للتأكيد يفيد أنهم معدن الغفلة عن الآخرة أو مبتدأ وغافلون خبره والجملة خبر للأولى.
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٣
وفي الآية تشبيه لأهل الغفلة بالبهائم المقصور إدراكاتها من الدنيا على الظواهر الحسية دون أحوالها التي هي من مبادىء العلم بأمور الآخرة وغفلة المؤمنين بترك الاستعداد لها وغفلة الكافرين بالجحود بها.
قال بعضهم : من كان عن الآخرة غافلاً كان عن الله أغفل ومن كان عن الله غافلاً فقد سقط عن درجات المتعبدين (در خبراست كه فردا در انجمن رستاخيز وعرصه عظمى دنيارا بيارند بصورت يره زنى آراسته كويد بار خدايا امروز مر اجزاى كمتر بنده كن از بندكان خود از دركاه عزت وجناب جبروت فرمان آيدكه اى نايز خسيس من راضى نباشم كه كمترين بنده از بندكان خودرا باون تو جزاى وهى دهم آنكه كويد "كونى ترابا" يعني خاك كرد ونيست شونان نيست شودكه هي جاى بديد نيايد.
وكفته اند طالبان دنيا سه كروه اند.
كروهى دردنيا از وجه حرام كردكنند ون دست رسد بغصب وقهر بخود مى كشند واز سر انجام وعاقبت آن نيند يشندكه ايشان اهل عقابند وسزاى عذاب مصطفى عليه السلام كفت كسى كه در دنيا حلال جمع كند از بهر تفاخر وتكاثر تاكردن كشد وبر مردم تطاول جوايد رب العزة ازوى اعراض كند ودر قيامت باوى بخشم بوداوكه دردنيا حلال جمع كرد برنيت تفاخر حالش اينست س اوكه حرام طلب كند وحرام كيرد وخورد حالش خود ون بود.