قال الكاشفي :(حق سبحانه وتعالى اوراسنديد وحكمت را برو افاضه كرد بمثابه كه ده هزار كلمه حكمت ازو منقولست كه هر كلمه بعالمى ارزد) فانظر إلى قابليته وحسن استعداده لحسن حاله مع الله.
وأما أمية ابن أبي الصلت الذي كان يأمل أن يكون نبي آخر الزمان وكان من بلغاء العرب فإنه نام يوماً فأتاه طائر وأدخل منقاره في فيه فلما استيقظ نسي جميع علومه لسوء حاله مع الله تعالى.
ثم نودي داود بعد لقمان فقبلها فلم يشترط ما اشترط لقمان فوقع منه بعض الزلات وكانت مغفورة له.
وكان لقمان يوازره بحكمته، يعني :(وزيرىء وى ميكند بحكمت) فقال له داود : طوبى لك يا لقمان أعطيت الحكمة وصرفت عنك البلوى وأعطى داود الخلافة وابتلى بالبلية والفتنة.
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٦٢
درقصر عافيت ه نشينيم اى سليم
مارا كه هست معركهاى بلا نصيب
وقال :
دائم كه شاد بودن من نيست مصلحت
جزغم نصيب جان ودل ناتوان مباد
ولما كانت الحكمة من أنعام الله تعالى على لقمان ونعمة من نعمه طالبه بشكره بقوله :﴿أَنِ اشْكُرْ﴾ أي : قلنا له اشكرعلى نعمة الحكمة إذا آتاك الله إياها وأنت نائم غافل عنها جاهل بها ﴿وَمِنَ﴾ (وهركه) ﴿يَشْكُرْ﴾ له تعالى على نعمه ﴿فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ﴾ لأن منفعته التي هي دوام النعمة واستحقاق مزيدها عائدة إليها مقصورة عليها ولأن الكفران من الوصف اللازم للإنسان فإنه ظلوم كفار والشكر من صفة الحق تعالى فإن الله شاكر عليم فمن شكر فإنما يشكر لنفسه بإزالة صفة الكفران عنها واتصافها بصفة شاكرية الحق تعالى.
﴿وَمَن كَفَرَ﴾ نعمة ربه فعليه وبال كفره ﴿فَإِنَّ اللَّهَ غَنِىٌّ﴾ عنه وعن شكره ﴿حَمِيدٌ﴾ محمود في ذاته وصفاته وأفعاله سواء حمده العباد وشكروه أم كفروه ولا يحصى عليه أحد ثناء كما يثني هو على نفسه وعدم التعرض لكونه تعالى شكوراً لما أن الحمد متضمن للشكر وهو رأسه
٧٥
كما قال عليه السلام :"الحمد رأس الشكر لم يشكر الله عبد لم يحمده" فإثباته له تعالى إثبات للشكر قال في "كشف الأسرار" : رأس الحكمة الشكرثم المخافة منه ثم القيام بطاعته ولا شك أن لقمان امتثل أمر الله في الشكر وقام بعبوديته (لقمان ادبى تمام داشت وعبادت فراوان وسينه آبادان ودلى رنور وحكمت روشن برمردمان مشفق ودرميان خلق مصلح وهمواره ناصح خودرا وشيده داشتى وبرمرك فرزندان وهلاك مال غم نخوردى وازتعلم هي نياسودى حكيم بود وحليم ورحيم وكريم) فلقمان ذو الخير الكثير بشهادة الله له بذلك فإنه قال :﴿وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِىَ خَيْرًا كَثِيرًا﴾ (البقرة : ٢٦٩).
وأول ما روي من حكمته الطبية أنه بينا هو مع مولاه إذ دخل المخرج فأطال الجلوس فناداه لقمان أن طول الجلوس على الحاجة يتجزع منه الكبد ويورث الناسور ويصعد الحرارة إلى الرأس فأجلس هوينا وقم هوينا فخرج فكتب حكمته على باب الحش.
وأوّل ما ظهرت حكمته العقلية أنه كان راعياً لسيده فقال مولاه يوماً امتحاناً لعقله ومعرفته : أذبح شاة وائتني منها بأطيب مضغتين فأتاه باللسان والقلب.
وفي "كشف الأسرار" :(آنه ازجانور بدتراست وخبيث تربمن آر) فأتاه باللسان والقلب أيضاً فسأله عن ذلك فقال لقمان : ليس شيء أطيب منهما إذا طابا ولا أخبث منهما إذا خبثا (خواجه آن حكمت ازوى بسنديد واورا آزاد كرد).
جزء : ٧ رقم الصفحة : ٦٢
وفي بعض الكتب : أن لقمان خير بين النبوة والحكمة فاختار الحكمة فبينما هو يعظ الناس يوماً وهم مجتمعون عليه لاستماع كلمة الحكمة إذ مر به عظيم من عظماء بني إسرائيل فقال : ما هذه الجماعة؟ قيل له : هذه جماعة اجتمعت على لقمان الحكيم فأقبل إليه فقال له : ألست العبد الأسود الذي كنت ترعى بموضع كذا وكذا، وبالفارسية :(توآن بنده سياه نيستى كه شبانىء رمه فلان مى كردى) قال : نعم فقال : فما الذي بلغ بك ما أرى؟ قال : صدق الحديث وأداء الأمانة وترك ما لا يعني، يعني :(آنه دردين بكار نيايد وازان بسر نشود بكذاشتن).
قال في "كشف الأسرار" :(لقمان سى سال باداود همى بود بيك جاى وازس داود زنده بود تابعهد يونس بن متى).
وكان عند داود وهو يسرد دروعاً لأن الحديد صار له كالشمع بطريق المعجزة فجعل لقمان يتعجب مما يرى ويريد أن يسأله وتمنعه حكمته عن السؤال فلما أتمها لبسها وقال نعم درع الحرب هذه فقال لقمان : إن من الحكمة الصمت وقليل فاعله أي : من يستعمله كما قال الشيخ سعدي :(هرآنه دانى كه هرآينه معلوم توخواهدشد برسيدن او تعجيل مكن كه حكمت را زيان كند).
و لقمان ديد كاندر دست داود
همى آهن بمعجز موم كردد
نرسيدش ه مى سازى كه دانست
كه بى رسيدنش معلوم كردد