سورة فصلت
وآياتها ثلاث أو أربع وخمسون
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٢٢٤
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٢٢٥
﴿حم﴾ : خبر مبتدأ محذوف ؛ أي : هذه السورة مسماة بـ﴿حم﴾ فيكون إطلاق الكتاب عليها في قوله : كتاب.
إلخ.
باعتبار أنها من الكتاب وجزء من أجزائه.
وقيل :﴿حم﴾ اسم للقرآن، فيكون إطلاق الكتاب عليه حقيقة، وإنما افتتح السورة بـ﴿حم﴾ ؛ لأن معنى ﴿حم﴾ : بضم الحاء وتشديد الميم على ما قاله سهل قدس سره، قضى ما هو كائن.
يعني :(بودنى همه بودم كردنى همه كردم راندنى همه راندم كزيدنى همه كزيدم بدير فتنى همه بذير فتم برادشتنى همه برداشتم افكندنى همه افكندم آنجه خواستم كردم آيخه خواهم كنم آنراكه بذير فتم بدان ننكرم كه از وجفا ديدم بلكه عفو كنم ودر كذارم واز كفته او باز نيايم).
ما يبدل القول.
ولما كانت هذه السورة مصدرة بذكر الكتاب الذي قدرت فيه الأحكام وبينت ناسب أن تفتح بـ﴿حم﴾ رعاية لبراعة الاستهلال.
وإنما سميت هذه السورة السبع بـ﴿حم﴾ لاشتراكها في الاشتمال على ذكر الكتاب والرد على المجادلين في آيات الله والحث على الإيمان بها، والعمل بمقتضاها ونحو ذلك.
قال بعض العرفاء معنى الحاء والميم ؛ أي : هذا الخطاب والتنزيل من الحبيب الأعظم إلى المحبوب المعظم.
وأيضاً هو قسم ؛ أي : بحياتي ومجدي.
هذا تنزيل، أو بحياتك ومشاهدتك يا حبيبي ويا محبوبي، أو بالحجر الأسود والمقام، فإنهما ياقوتتان من يواقيت الجنة وسران عظيمان من أسرار الله، فناسب أن يقسم بهما.
أو هذه الحروف تنزيل إلخ نزل بها جبرائيل عليه السلام من عند الله :(ميكويد اين حروف تهجى آموزى يا كويى در لوح جه نوشته كيد الف وباء نه خود اين دو حرف خواهد بلكه جمله حروف تهجى كه حاوميم ازان جمله است فرو فرستادخ رحمانست جنانكه كودك راكويي جومى خواهد اين همجنان است وحروف تهجى بر آدم عليه السلام نازل بوده وقر آن مشتمل شده برآن جمله).
فهي أصل كل منزل.
وفي الحديث : من قرأ القرآن فأعربه يعني (هركه خواند قرآنرا ولحن نكند دروي) فله بكل خرف خمسون حسنة و"من قرأ ولحن فيه، فله بكل حرف عشر حسنات أما أني لا أقول ألم حرف بل ألف حرف ولام حرف وميم حرف".
يقول الفقير : لعل سر العدد أن القراءة في الأصل للصلاة، وكان أصل الصلوات الخمس خمسين، فلذا أجرى الله تعالى على القارىء الفصيح بمقابلة كل حرف خمسين أجراً، وأما العشر، فهي أدنى الحسنات كما قال الله تعالى :﴿مَن جَآءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَه عَشْرُ أَمْثَالِهَا﴾ (الأنعام : ١٦).
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٢٢٥
قال الكاشفي :(اسم اعظم الهى در حروف مقطعة مخفيست وهر كس در استخراج اين قادر نيست).
قال الكمال الخجندي قدس سره :
كرت دانستن علم حروفست آرزو صوفي
نخست افعال نيكو كن جه سوداز خواندن اسما
﴿تَنزِيلٌ﴾ : خبر بعد خبر ؛ أي : منزلة ؛ لأن التعبير عن المفعول بالمصدر مجاز مشهور ؛ كقولهم :
٢٢٥
هذا الدرهم ضرب الأمير ؛ أي : مضروبه ومعنى كونها منزلة أنه تعالى كتبها في اللوح المحفوظ، وأمر جبرائيل أن يحفظ تلك الكلمات ثم ينزل بها على رسول الله عليه السلام ويؤديها إليه فلما حصل تفهيم هذه الكلمات بواسطة نزول جبرائيل سمي ذلك تنزيلاً وإلا، فالكلام النفسي القائم بذات الله تعالى لا يتصور فيه النزول والحركة من الأعلى إلى الأسفل.