وليوم الجمعة خواص تجيء في محلها إن شاء الله تعالى.
وفي الحديث :"أكثروا الصلاة عليَّ في الليلة الزهراء واليوم الأغر، فإن صلاتكم تعرض عليَّ فأدعو لكم وأستغفر.
والمراد بالليلة الزهراء ليلة الجمعة لتلألؤ أنوارها، وباليوم الأغر يوم الجمعة لبياضه ونورانيته.
وفي الحديث :"من صلى عليّ في يوم الجمعة وليلة الجمعة مائة مرة قضى الله له مائة حاجة سبعين من حوائج الدنيا وثلاثين من حوائج الآخرة، ثم يوكل الله بذلك ملكاً يدخله عليّ في قبري كما تدخل عليكم الهدايا يخبرني بمن صلى عليّ باسمه ونسبه إلى عشيرته، فأثبته عندي في صحيفة بيضاء" ؛ لأن علمي بعد موتي كعلمي في حياتي.
(بروز جمعه درود محمد عربي.
زروى قدر زايام ديكر افزونست.
زاختصاص كه اورا بحضرت نبويست.
درو ثواب درود از قياس بيرونست.
ثم إن الليل والنهار خزانتان ما أودعتهما ادتاه)، وأنهما يعملان فيك فاعمل فيهما جعلنا الله وإياكم من المراقبين للأوقات.
﴿فَإِنْ أَعْرَضُوا﴾ : متصل بقوله : قل أئنكم إلخ، فإن أعرض كفار قريش عن الإيمان بعد هذا البيان، وهو بيان خلق الأجرام العلوية والسفلية وما بينهما.
﴿فَقُلْ﴾ : لهم ﴿أَنذَرْتُكُمْ﴾ ؛ أي : أنذركم وأخوفكم وصيغة الماضي للدلالة على تحقق الإنذار المنبىء عن تحقق المنذر.
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٢٢٥
﴿صَـاعِقَةُ﴾ ؛ أي : عذاباً هائلاً شديد الوقع كأنه صاعقة في الأصل قطعة من النار تنزل من السماء فتحرق ما أصابته استعيرت هنا للعذاب الشديد تشبيهاً له بها في الشدة والهول.
وفي "المفردات" : الصاعقة : الصوت الشديد من الجو، ثم يكون فيها نار فقط، أو عذاب أو موت، وهي في ذاتها شيء واحد.
وهذه الأشياء تأثيرات منها.
وبالفارسية :(صاعقة از عذاب بيهوش سازنده وهلاك كنند).
﴿مِّثْلَ صَـاعِقَةِ عَادٍ﴾ :(مانند عذاب قوم عاد كه باد صرصر بود).
﴿وَثَمُودَ﴾ :(وعذاب قوم ثمود كه صيحة جبرائيل عليه السلام بوده) ؛ أي : لم يبق في حقكم علاج إلا إنزال العذاب الذي نزل عليّ من قبلكم من المعاندين المتمردين المعرضين عن الله وطلبه وطلب رضاه، فهم سلف لكم في التكذيب والجحود والعناد، وقد سلكتم طريقهم، فتكونون كأمثالهم في الهلاك.
قال مقاتل : كان عاد وثمود لابني عم، وموسى وقارون ابني عم وإلياس واليسع ابني عم وعيسى، ويحيى ابني خالة.
(وتخصيص اين دو قوم بجهت آنست كه درسفر رحلة الشتاء والصيف بر مواضع اين دو كروه كذشته آثار عذاب مشاهده ميكر دماند).
﴿إِذْ جَآءَتْهُمُ الرُّسُلُ﴾ : الظاهر أنه من إطلاق الجمع على المثنى، فإن الجائي هود إلى عاد
٢٤١
وصالح إلى ثمود.
والجملة حال من صاعقة عاد ؛ أي : مثل صاعقتهم كائنة في وقت مجيء الرسل إليهم، فكذبوهم.
فالمراد كون متعلق الظرف حالاً منها ؛ لأن الصاعقة قطعة نار تنزل من السماء، فتحرق فهي جثة والزمان كما لا يكون صفة للجثة لا يكون حالاً منها.
﴿مِنا بَيْنِ أَيْدِيهِمْ وَمِنْ خَلْفِهِمْ﴾ : متعلق بجاءتهم ؛ أي : من جميع جوانبهم واجتهدوا بهم من كل جهة من جهات الإرشاد وطرق النصيحة تارة بالرفق وتارة بالعنف وتارة بالتشويق، وأخرى بالترهيب، فليس المراد الجهات الحسية والأماكن المحيطة بهم، أو من جهة الزمان الماضي بالإنذار عما جرى فيه على الكفار من الوقائع، ومن جهة الزمان المستقبل بالتحذير عما أعد لهم في الآخرة، ويحتمل أن يكون عبارة عن الكثرة كقوله تعالى يأتيها رزقها رغداً من كل مكان، فيراد بالرسل ما يعم المتقدمين منهم، والمتأخرين، أو ما يعم رسل الرسل أيضا، وإلا فالجائي رسولان، كما سبق وليس في الإثنين كثرة.
﴿أَلا تَعْبُدُوا إِلا اللَّهَ﴾ ؛ أي : بأن لا تعبدوا أيها القوم ؛ أي : يأمرونهم بعبادة الله وحده، فأن مصدرية ناصبة للفعل وصلت بالنهي كما توصل بالأمر في مثل قوله : أن طهرا.
جزء : ٨ رقم الصفحة : ٢٢٥
قال الكاشفي :(در آمدند ودعوت كردند بانكه مبرستيد مكر خدايرا).
﴿قَالُوا﴾ استخفافاً برسلهم :﴿لَوْ شَآءَ رَبُّنَا﴾ ؛ أي : إرسال الرسل، فإنه ليس هنافي أن تقدر المفعول مضمون جواب الشرط كثير معنى.
﴿لأنزَلَ مَلَائكَةً﴾ ؛ أي : لأرسلهم بدلكم ولم يتخالجنا شك في أمرهم فآمنا بهم لكن لما كان إرسالهم بطريق الإنزال.
قيل : لأنزل.
﴿فَإِنَّا بِمَآ أُرْسِلْتُم بِهِ﴾ على زعمكم، فهو ليس إقراراً منهم بالإرسال.
﴿كَـافِرُونَ﴾.
قال في "بحر العلوم" : الفاء وقعت في جواب شرط محذوف تقديره إذا أنتم بشر مثلنا من غير فضلكم علينا، ولستم بملائكة، فإنا لا نؤمن بكم بما جئتم به، ولا يجب أن يكون ما دخلت عليه فعلاً لجواز دخولها على الجملة الاسمية المركبة من مبتدأ وخبر.
وقال سعدي المفتي : إشارة إلى نتيجة قياسهم الفاسد الاستثنائي نقيض تاليه.


الصفحة التالية
Icon