وقيل كان لوط وأهل بيته الذين نجوا ثلاثة عشر.
وكفته انديك كس ازان قوم بلوط ايمان آورده بود درمدت بيست سال.
قال العلماء يأتي النبي يوم القيامة ومعه أمته وآخر معه قومه وآخر معه رهطه وآخر معه ابنه وآخر معه رجل وآخر استتبع ولم يتبع ودعا فلم يجب وذلك لإتيانه في الوقت الشديد الظلمة وفي الآية إشارة إلى أن المسلم والمؤمن متحدان صدقاً وذاتاً لا مفهوماً والمسلم أعم من المؤمن فإنه ما من مؤمن إلا وهو مسلم من غير عكس والعام والخاص قد يتصادقان في مادة واحدة وقال بعضهم : الإيمان هو التصديق بالقلب أي إذعان الحكم المخبر وقبوله وجعله صادقاً والإسلام هو الخضوع والإنقياد بمعنى قبول الأحكام والإذعان وهذا حقيقة التصديق كما لا يخفى على من له أدنى عقل وتأمل وإنكار ذلك مكابرة ﴿وَتَرَكْنَا فِيهَآ﴾ أي في تلك القرى ﴿ءَايَةً﴾ علامة دالة على ما أصابهم من العذاب هي تلك الحجارة أو ماء أسود منتن خرج من أرضهم ﴿لِّلَّذِينَ يَخَافُونَ الْعَذَابَ الالِيمَ﴾ أي من شأنهم أن يخافوه لسلامة فطرتهم ورقة قلوبهم دون من عداهم من ذوي القلوب القاسية فإنهم لا يعتدون بها ولا يعتدونها آية كما شاهدنا أكثر الحجاج حين المرور بمدائن صالح عليه السلام وكان عليه السلام يبكي حين المرور بمثل هذه المواضع وينكس رأسه ويأمر بالبكاء والتباكي ودلت الآية على كمال قدرته تعالى على إنجاء من يؤيد دينه والانتقام من أعدائه ولو بعد حين وعلى أن المعتبر في باب النجاة والحشر مع أهل الفلاح والرشاد هو حبهم وحسن اتباعهم وهو الاتصال المعنوي لا الاختلاط الصوري وإلا لجنت امرأة نوح ولوط وقد قال تعالى في حقهما ادخلا النار مع الداخلين فعلى العاقل باتباع الكامل والاحتراز عن أهل الفساد والقصور سيما الناقصات في العقل والدين والشهادة والميراث والنفسانية والشيطانية غالبة فيهن فإذا اقترن بمضل آخر فسدت وفي الآية إشارة إلى أن القوم المجرمين المسرفين هم النفس وصفاتها الذميمة والاذكار والأوراد والمجاهدات والرياضات مهلكة للنفس وأوصافها وليس في مدينة الشخص الإنساني من المسلمين لا القلب السليم وأوصافه الحميدة فهي سالمة من الهلاك وإذا أهلكت النفس وأوصافها بما ذكر يكون تزكيتها وتهذيب أخلاقها آية وعبرة للذين يخافون العذاب الأليم بوعيد قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها ثم هذه التزكية وإن كان حصولها في الخارج بالأسباب والوسائط لكنها في الحقيقة فضل من الله سبحانه وإلا لنالها كل من تشبث بالأسباب نسأل الله سبحانه أن يجعلنا من أهل النفوس المطمئنة الراضية المرضية الصافية
جزء : ٩ رقم الصفحة : ١٤٥
﴿وَفِى مُوسَى﴾ عطف على قوله وفي الأرض آيات للموقنين فقصة إبراهيم ولوط عليهما السلام معترضة بين المعطوف والمعطوف عليه تسلية لرسول الله عليه السلام من تكذيبهم ووعداً له بإهلاك أعدائه الأفاكين كما أهلك قوم لوط أو على قوله وتركنا فيها آية على معنى وجعلنا في إرسال موسى إلى فرعون وإنجائه مما لحق فرعون وقومه من الغرق آية كقول من قال علفتها تبناً وماء باراً أي وسقيتها ماء
١٦٥
بارداً وإلا فقوله في موسى : لا يصح معمولاً لتركنا إذ لا يستقيم أن يقال تركنا في موسى آية كما يصح أن يقال تركنا في تلك القرية آية لأن الترك ينبىء عن الإبقاء فإذا لم يبق موسى كيف يبقى ما جعل فيه ﴿إِذْ أَرْسَلْنَـاهُ﴾ منصوب بآية محذوفة أي كائنة وقت أرسلنا وعلى الثاني ظرف لجعلنا المقدر ﴿إِلَى فِرْعَوْنَ﴾ صاحب مصر ﴿بِسُلْطَـانٍ مُّبِينٍ﴾ هو ما ظهر على يديه من المعجزات الباهرة كالعصا واليد البيضاء وغيرهما والسلطان مصدر يطلق على المتعدد ﴿فَتَوَلَّى بِرُكْنِهِ﴾ أي ثني عطفه وهو كناية عن الأعراض أي فأعرض عن الإيمان به وازور فالتولي بمعنى الإعراض والباء في بركنه للتعدية كما في قوله ونأى بجانبه فإنها معدية لنأى بمعنى بعد فيكون الركن بمعنى الطرف والجانب والمراد بهما نفسه فإنه كثيراً ما يعبر بطرف الشيء وجانبه عن نفسه وفي الصحاح ركن الشيء جانبه إلا قوي كالمنكب بالنسبة إلى الإنسان وقيل فتولى بما يتقوى به من ملكه وعساكره فإن الركن اسم لما يركن إليه الإنسان وليكن من مال وجند وقوة فالركن مستعار لجنوده تشبيهاً لهم بالركن الذي يتقوى به البنيان وعلى هذه الباء للسببية أو للملابسة والمصاحبة ﴿وَقَالَ﴾ هو أي موسى ﴿سَـاحِرٌ﴾ جادوست بشم بندى خوارق عادات مينمايد ﴿أَوْ مَجْنُونٌ﴾ أو ديوانه است عاقبت كار خود نمى انديشد.


الصفحة التالية
Icon