وقيل الدولة بالضم ما يتداول كالغرفة اسم ما يغترف أي إن الدولة اسم للشىء الذي يتداوله القوم بينهم فيكون مرة لهذا ومرة لهذا والتداول بالفارسية از يكديكر فرا كرفتن.
وتداول القوم كذا وداول الله بينهم كذا فالمعنى كيلا يكنون الفيىء شيئاً يتداوله الأغنياء بينهم ويتعاورونه فلا يصيب الفقراء والدولة بالفتح مصدر بمعنى التداول وفيه إضمار محذوف فالمعنى كيلا يكون ذا تداول بينهم أو كيلا يكون إمساكه وأخذه تداولاً لا يخرجونه إلى الفقراء وقيل هي بالفتح بمعنى انتقال حالة سارة إلى قوم عن قوم وتستعمل في نفس الحالة السارة التي تحدث للإنسان
٤٢٨
يقال هذه دولة فلان وقيل الضم للأغنياء والفتح للفقراء وفي الحديث "اغتنوا دولة الفقراء" كما في الكواشي وفي الآية إشارة إلى إعطاء كل ذي حق حقه كيلا يحصل بين الأغنياء والفقراء نوع من الجور والدولة الجاهلية يقال كان الفقراء في مجلس سفيان الثوري أمراء أي كالأمراء في التقديم والإكرام والعزة ﴿وَمَا نَهَـاـاكُمْ عَنْهُ﴾ ما موصولة والعائد محذوف والإيتاء الإعطاء والمناولة أي ما أعطاكموه أيها المؤمنون من الفيىء ﴿فَخُذُوهُ﴾ فإنه حقكم ﴿وَمَا نَهَـاـاكُمْ عَنْهُ﴾ أي عن أخذه ﴿فَانتَهُوا﴾ عنه ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ﴾ في مخالفته عليه السلام ﴿إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ﴾ فيعاقب من يخالف أمره ونهيه والأولى حمل الآية على العموم فالمعنى وما آتاكم الرسول من الأمر مطلقاً فيئاً أو غيره أصولاً اعتقادياً أو فروعاف عملية فخذوه أي فتمسكوا به فإنه واجب عليكم.
هرشربتي ازدست او درآيد بستانيد كه حيات شما دررنست وآن لوح راخوانيدكه نويسد زيرا ضروريات شما در صفحه او بيانست وما نهاكم عن تعاطيه أياً كان فانتهوا عنه زيراً أمر ونهى أو بحق است هركه ممتثل امر أو كردد نجات يابد وهركه از نهى أو اجتناب ننمايد دروروطه هلاك افتد :
آنكس كه شد متابع امر توقد نجا
وانكو خلاف راى توورزيد قد هلك
وفيه دليل على أن كل ما أمر به النبي عليه السلام أمر من الله تعالى قال العلماء اتباع الرسول عليه السلام في الفرائض العينية فرض عين وفرض كفاية في الفروض على سبيل الكفاية وواجب في الواجبات وسنة في السنن فما علمنا من أفعاله واقعاً على جهة نقتدي به في اتباعه على تلك الجهة وما لم نعلم على أي جهة فعله فلنا فعله على أدنى منازل أفعاله وهو الإباحة.
جزء : ٩ رقم الصفحة : ٤١٥
ـ روي ـ إن ابن مسعود رضي الله عنه لقي لاجلاً محرماً وعليه ثيابه فقال : انزع عنك هذا فقال الرجل : أتقرأ علي بهذا آية من كتاب الله قال : نعم وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا.
ـ وروي ـ عن ابن مسعود رضي الله عنه قال :"لعن الله الواشمات" أي فاعلات الوشم وهو ما يوشم به اليد من نؤور أو نيلج قال في القاموس : الوشم كالوعد غرز الإبرة في البدن ور النيلج عليه والنؤور كصبور النيلج ودخان الشحم وحصاة كالإثمد تدق فيسفها اللثة "والموستوشمات" يقال استوشمت الجارية طلبت أن يوشم بها "والمتنمصات للحسن" وهي أي المتنمصة التي تنتف شعرها يعني بركننده موى از براي حسن.
قال في القاموس : النمص نتف الشعر ولعنت النامصة وهي مزينة النساء بالنمص والمتنمصة وهي مزينة به "المغيرات خلق الله" آن زنانى كه تغيير كنند آفريده خدارا.
ويدخل فيه تحديد الأسنان وإصلاحها ببعض الآلات وثقب الأنف وأما ثقب الأذن فمباح للنساء لأجل التزيين بالقرط وحرام على الرجال كحلق اللحية "فبلغ ذلك امرأة من بني أسد يقال لها أم يعقوب فجاءت" س آمدآن زن نزد "ابن مسعود رضي الله عنه فقال : قد بلغني أنك قلت كيت وكيت" يعني مرا رسيده است كه توكفته نين ونين "فقال : ومالي لا ألعن من لعن رسول الله ومن هو في كتاب الله" يعني ابن مسعود كفت كونه لعنت نكنم آنراكه لعنت كرده است رسول الله وآنراكه در كتاب الله است "فقالت : لقد قرأت ما بين اللوحتين فما وحدت فيه ما تقول قال : لئن كنت
٤٢٩