﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ﴾ تكرير للتأكيد والاهتمام في شأن التقوى وإشارة إلى أن اللائق بالعبد أن يكون كل أمره مسبوقاً بالتفوى ومختوماً بها أو الأول في أداء الواجبات كما يشعر به ما بعده من الأمر بالعمل والثاني في ترك المحارم كما يؤذن به الوعيد بقوله سبحانه ﴿إِنَّ اللَّهَ خَبِيرُا بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ أي عالم بما تعملونه من المعاصي فيجزيكم يوم الجزاء عليها.
ودر كشف الأسرار فرمه ده كه اول اشارتست باصل تقوى ودوم بكمال آن يا اول تقواى عوامست وآن رهيز كرده باشد از محرمات وسوم تقواى خواص وآن اجتناب بود از هره ما دون حقست :
اصل تقوى كه زاد اين راهست
ترك مجموع ما سوى اللهست
والتقوى هو التجنب عن كل ما يؤثم من فعل أو ترك وقال بعض الكبار التقوى وقاية النفس في الدنيا عن ترتب الضرر في الآخرة فتقوى العامة عن ضرر الأفعال وتقوى الخاصة عن ضرر الصفات وتقوى أخص الخواص عن جميع ما سوى الله تعالى.
عزيزي كفته است كه دنيا سفالى است وآن نيز در خواب وآخرت نيز جوهري است يافته دربيدارى مردته آنست كه درسفال بخواب ديده متقى شود مرد مردان آنست كه در كوهر دربيدارى يافته متقى شود فلا بد من التقوى مع وجود العمل.
قال الصائب :
بي عمل دامن تقوى زمناهى يدن
احتراز سك مسلخ بود از شاشه خويش
وفي الآية ترغيب في الأعمال الصالحة وفي لأثران ابن آدم إذا مات قالت الناس ما خلف وقالت الملائكة ما قدم وعن مالك بن دينار رحمه الله مكتوب على باب الجنة وجدنا ما عملنا ربحنا ما قدمنا خسرنا ما خلقنا :
بقدر الكدر تكتسب المعالي
ومن الطلب العلي سهر الليالي
ـ وحكي ـ عن مالك بن دينار رحمه الله أيضاً أنه قال : دخلت جبانة البصرة فإذا أنا بسعدون
٤٤٨
المجنون فقلت له : كيف حالك وكيف أنت؟ فقال : يا مالك كيف حال من أصبح وأمسى يريد سفراً بعيداً بلا أهبة ولا زاد ويقدم على رب عدل حاكم بين العباد ثم بكى بكاء شديداً فقلت : ما يبكيك؟ قال : والله ما بكيت حرصاً على الدنيا ولا جزعاً من الموت والبلى لكن بكيت ليوم مضى من عمري ولم يحسن فيه عملي أبكاني والله قلة الزاد وبعد المسافة والعقبة الكؤود ولا أدري بعد ذلك أصير ءلى الجنة أم إلى النار فقلت : إن الناس يزعمون إنك مجنون فقال : وأنت أغتررت بما اغتر به بنو الدنيا زعم الناس أني مجنون وما بي جنة لكن حب مولاي قد خالط قلبي وجرى بين لحمي ودمي فأنا من حبه هائم مشغوف فقلت : يا سعدون فلم لا تجالس الناس ولا تخالطهم فأنشد :
جزء : ٩ رقم الصفحة : ٤١٥
كن من الناس جانباً
وارض بالله صاحباً
قلب الناس كيف شئـ
ــت تجدهم عقارباً
وفي التأويلات النجمية يا أيها الذين آمنوا بالإيمان الحقيقي الشهودي الوجودي اجعلوا الله وقاية نفوسكم في إضافة الكمالات إليه ولتنظر نفس كاملة عارفة بذات الله وصفاته ما هيأت لغد يوم الشهود واتقوا الله عن الالتفات إلى غيره إن الله خبير بما تعملون من الإقبال على الله والإدبار عن الدنيا ومن الإدبار عن الله والإقبال على الدنيا انتهى ويدخل في قوله نفس النفوس الجنية لأنهم من المكلفين فلهم من التقوى والعمل ما للإنس كما عرف في مواضع كثيرة ﴿وَلا تَكُونُوا﴾ أيها المؤمنون ﴿كَالَّذِينَ﴾ أي كاليهود والمنافقين فالمراد بالموصول المعهودون بمعونة المقام أو الجنس كائناً من كان من الكفار أمواتاً أو أحياء ﴿نَسُوا اللَّهَ﴾ فيه حذف المضاف أي نسوا حقوقه تعالى وما قدروه حق قدره ولم يراعوا مواجب أموره ونواهيه حق رعايتها ﴿فَأَنسَـاـاهُمْ﴾ بسبب ذلك ﴿أَنفُسَهُمْ﴾ أي جعلهم ناسين لها فلم يسمعوا ما ينفعها ولم يفعلوا ما يخلصها فالمضي على أصله أو أراهم يوم القيامة من الأهوال ما أنساهم أنفسهم فالمضي باعتبار التحقق قال الراغب النسيان ترك الإنسان ضبط ما استودع إما الضعف قلبه وإما عن غفلة أو عن قصد حتى ينحذف عن القلب ذكره وكل نسيان من الإنسان ذمه الله به فهو ما كان أصله من تعمد وما عذر فيه نحو ما روى عن النبي عليه السلام رفع عن أمتي الخطأ والنسيان فهو ما لم يكن سببه منه فقوله فذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم هذا هو ما كان سببه عن تعمد منهم وتركه على طريق الإهانة وإذا نسب ذلك إلى الله فهو تركه إياهم استهانة بهم ومجازاة لما تركوه كما قال في اللباب قد يطلق النسيان على الترك ومنه نسوا الله فنسيهم أي تركوا طاعة الله ترك الناسي فتركهم الله وقال بعض المفسرين إن قيل النسيان يكون بعد الذكر وهو ضد الذكر لأنه السهو الحاصل بعد حصول العلم فهل كان الكفار يذكرون حق الله ويعترفون بربوبيته حتى ينسوا بعد أجيب بأنهم اعترفوا وقالوا بلى يوم الميثاق ثم نسوا ذلك بعدما خلقوا والمؤمنون اعترفوا بها بعد الخلق كما اعترفوا قبله بهداية الله وراعوا حقها قل أو كتر جل أو صغر "سئل ذو النون المصري قدس سره" عن سر ميثاق مقام ألست بربكم هل تذكره فقال كأنه الآن في أذني.
ودرنفخات مذكورست كه على سهل اصفهاني
٤٤٩


الصفحة التالية
Icon