وقال الكاشفي : وف يالواقع نصرت كردند دين عيسى رابعد از رفع وى وخلق را بخدا دعوت نمودند.
فالحواريون كانوا قصارين وقيل كانوا صيادين قال بعض العلماء إنما سموا حواريين لصفاء عقائدهم عن التردد والتلوين أو لأنهم كانوا يطهرون نفوسهم الناس بإفادتهم الدين والعلم المشار إليه بقوله تعالى إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً وإنما قيل كانوا قصارين على التمثيل والتشبيه وإنما قيل كانوا صيادين لاصطيادهم تفوس الناس وقودهم إلى الحق وقوله عليه السلام الزبير ابن عمتي وحواريي وقوله يوم الأحزاب من يأتيني بخبر القوم فقال الزبير : أنا فقال عليه السلام : إن لكل نبي حوارياً وحواريي الزبير فشبهه بهم في النصرة وقال بعض المفسرين دل الحديث على أن الحواريين ليسوا بمختصين بعيسى إذ هو في معنى الأصحاب الأصفياء وقال معمر رضي الله عنه : كان بحمد الله لنبينا عليه السلام حواريون نصره حسب طاقتهم وهم سبعون رجلاً وهم الذين بايعوه ليلة العقبة وقال السهيلي كونوا أنصاراًفكانوا أنصاراً وكانوا حواريين والأنصار الأوس والخزرج ولم يكن هذا الاسم قبل الإسلام حتى سماهم الله به وكان له عليه السلام حواريون أيضاً من قريش مثل الخلفاء الأربعة والزبير وعثمان بن مظغون وحمز بن عبد المطلب وجعفر ابن أبي طالب ونحوهم يا اأَيُّهَا الَّذِينَ} أي جماعة وهي أقل من الفرقة لقوله تعالى فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ﴿مِّنا بَنِى إِسْرَاءِيلَ﴾ أي آمنوا بعيسى وأطاعوه فيما أمرهم به من نصرة الذين ﴿وَكَفَرَت طَّآاـاِفَةٌ﴾ أخرى به وقاتلوه ﴿فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ ءَامَنُوا﴾ أي قوينا مؤمني قومه بالحجة أو بالسيف وذلك بعد رفع عيسى ﴿عَلَى عَدُوِّهِمْ﴾ أي على الذين كفروا وهو الظاهر فإيراد العدو أعلام منه إن الكافرون عدو للمؤمنين
٥١١
عداوة دينية وقيل لما رفع عيسى عليه السلام تفرق القوم ثلاث فرق فرقة قالوا كان الله فارتفع وفرقة قالوا كان ابن الله فرفعه الله إليه وفرقة قالوا كان عليه السلام ورسوله فرفعه الله وهم المؤمنون واتبع كل فرقة منهم طائفة من الناس فاقتتلوا وظهرت الفرقتان الكافرتان على الفرقة المؤمنة حتى بعث الله محمداً صلى الله عليه وسلّم فظهرت الفرقة المؤمنة على الكافرة فذلك قوله تعالى فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم ﴿فَأَصْبَحُوا﴾ صاروا ﴿ظَـاهِرِينَ﴾ غالبين عالين يقال ظهرت على الحائط علوته وقال قتادة فأصبحوا طاهرين بالحجة والبرهان كم سبق لأنهم قالوا فيما روي ألستم تعلمون أن عيسى عليه السلام كان ينام والله تعالى لا ينام وإنه يأكل ويشرب والله منزه عن ذلك وفي الآية إشارة إلى غلبة القوى الروحانية على القوى النفسانية لأن القوى الروحانية مؤمنون متنورون بنور الله متقون عما سوى الله تعالى والقوى النفسانية كافرون مظلمون بظلمة الأكوان متلوثون بالعلاقات المختلفة ولا شك أن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون فبنور الإسلام والإيمان والتقوى والهدى يزيل ظلمة الشرك والكفر والتعلق والهوى مع أن أهل الإيمان وإن كانوا أقل من أهل الكفر في الظاهر لكنهم أكثر منهم في الباطن فهم السواد الأعظم والمظاهرالجمالية.
واعلم أن الجهاد دائم باق ماض إلى يوم القيامة أنفساً وآفاقاً لأن الدنيا مشتملة على أهل الجمال والجلال وكذا الوجود الإنساني ما دام في هذا الموطن فإذا صار إلى الموطن الآخر فأما أهل جمال فقط وهو في الجنة وأما جلال فقط وهو في النار والله يحفظنا وإياكم.
جزء : ٩ رقم الصفحة : ٤٩٣