التوفيق بين حديث الوخز وبين قوله عليه السلام غدة كغدة البعير تخرج من مراق البطن وباقي ما يتعلق بالطاعون سبق في سورة البقرة وقد تكفل بتفايله رسالة الشفاء لأدواء الوباء لابن طاش كبرى فارجع يا اأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا إِذَا نُودِىَ لِلصَّلَواةِ} النداء رفع الوت وظهوره ونداء الصلاة مخصوص في الشرع بالألفاظ المعروفة والمراد بالصلاة صلاة الجمعة كما دل عليه يوم الجمعة والمعنى فعل النداء لها أي أذن لها والمعتبر في تعلق الأمر الآتي هو الأذان الأول في الأصح عندنا لأن حصول الأعلام به لا الأان بين يدي المنبر وقد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلّم مؤذن واحد فكان إذا جلس على المنبر أذن على با المسجد فإذا نزل أقام الصلاة ثم كان أبو بكر وعمر رضي الله عنه وكثرت الناس وتباعدت المنازل زاد مؤذناً آخر فأمر بالتأذين الأول على دار له بالسوق يقال لها الزوراء ليسمع الناس فإذا جلس على المنبر أذن المؤذن الثاني فإذا نزل أقام للصلاة فلم يعب ذلك عليه ﴿مِن يَوْمِ الْجُمُعَةِ﴾ بضم الميم وهو الأصل والسكون تخفيف منه ومن بيان لإذا وتفسير لها أي لا بمعنى أنها لبيان الجنس على ما هو المتبادر فإن وقت النداء جزء من يوم الجمعة لا يحمل عليه فكيف يكون بياناً له بل المقصود أنها لبيان أن ذلك الوقت في أي يوم من الأيام إذ فيه إبهام فتجامع كونها بمعنى في كما ذهب إليه بعضهم وكونها للتبعيض كما ذهب إليه البعض الآخر وإنما سمي جمعة لاجتماع الناس فيه للصلاة فهو على هذا الاسم إسلامي وقيل أول من سماه جمعة كعب بن لؤي بالهمزة تغير لأي سماه بها لاجتماع قريش فيه إليه وكانت العرب قبل ذلك تسميه العروبة بمعنى الظهور وعروبة وباللام يوم الجمعة كما في القاموس وقان ابن الأثير في النهاية الأفصح أنه لا يدخلها الألف واللام وقيل إن الأنصار قالوا قبل الهجرة لليهود يوم يجمعون فيه في كل سبعة أيام وللنصارى مثل ذلك فهلموا نجعل لنا يوماً نجتمع فيه فنذكر الله ونصلي فقالوا يوم السبت لليهود ويوم الأحد للنصارى فاجعلوه يوم العروبة فاجتمعة إلى سعد بن زرارة رضي الله عنه بضم الزاي فصلى بهم ركعتين وذكرهم فسموه يوم الجمعة لاجتماعهم فيه وحين اجتمعوا ذبح لهم شاة فتعشوا وتغذوا منها لقلتهم وبقي في أكثر القرى التي يقال فيها الجمعة عادة الاطعام بعد الصلاة إلى يومنا هذا فأنزل الله آية الجمعة فهي أول جمعة في الإسلام وإما أول جمعة جمعها رسول الله عليه السلام فهي إنه لما قدم المدينة مهاجراً نزل قبا على بني عمرو بن عوف يوم الاثنين لا ثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأول حين امتد الضحى ومن تلك السنة يعد التاريخ الإسلامي فأقام بها يوم الاثنين والثلاثاء والاربعاء والخمسي وأسس مسجدهم ثم خرج يوم الجمعة عامداً المدينة فأدركته صلاة الجمع في بني سالم بن عوف في بطن واد لهم قد اتخذ القوم في ذلك الموضع مسجداً فخطب وصلى الجمعة وهي أول خطبة خطبها بالمدين وقال فيها :"الحمدوأستعينه وأستهديه وأومن به ولا أكفره وأعادي من يكفر به وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أرسله بالهدى ودين الحق والنور
٥٢٢
جزء : ٩ رقم الصفحة : ٥١٢


الصفحة التالية
Icon