﴿إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَـاوَاتِ وَالارْضِ﴾ أي ما غاب فيهما عن العباد وخفي عليهم علمه ﴿وَاللَّهُ بَصِيرُا بِمَا تَعْمَلُونَ﴾ في سركم وعلانيتكم فيكف يخفى عليه ما في ضمائركم وقال بعض الكبار : والله بصير بما تعملون في الظاهر أنه من نتائج ما أودعه في باطنكم :
جزء : ٩ رقم الصفحة : ٦١
درزمين كرنى شكرور خودنى است
ترجمان هرزمين نبت وى است
فمن لاحظ شيئاً من أعماله وأحواله فإن رآها من نفسه كان شركاً وإن رآها لنفسه كان مكراً وإن رآها من ربه بربه لربه كان توحيداً وفقنا الله لذلك بمنه وجوده قال البقلى ليس لله
٩٧
غيب إذ الغيب شيء مستور غيب إذ الغيب شيء مستور وجميع الغيوب عيان له تعالى وكيف يغيب عنه وهو موجده يبصره ببصره القديم والبصر هناك واحد قال في كشف الأسرار إز سورة الحجرات تا آخر قرآن مفصل كويند.
وبه قال النبيّ صلى الله عليه وسلّم أن الله أَطاني السبع الطول مكان التوراة والسبع الطول كصرد من البقرة إلى الأعراف والسابعة سورة يونس أو الأنفال وبراءة جميعاً لأنهما سورة واحدة عنده كما في القاموس وأعطاني الما بين مكان الإنجيل وأعطاني مكان الزبور والمثاني وفضلني ربي بالمفصل وفي رواية أخرى قال عليه السلام إني أعطيت سورة البقرة من الذكر الأول وأعطيت طه والطواسين من ألواح موسى عليه السلام وأعطيت فواتح الكتاب وخواتيم البقرة من تحت العرش والمفصل ناقلة أي عطية.
وفي فتح الرحمن سورة الحجرات أول المفصل على الراجح من مذهب الشافعي وأحد الأقوال المعتمدة عن أبي حنيفة وعنه قول آخر معتمدات أو له قوله ق قاله عليه السلام :"فضلني ربي بالمفصل" والمفصل من القرآن ما هو بعد الحواميم من قصار السور إلى آخر القرآن وسميت مفصلاً لكثرة المفصولات فيها بسطر بسم الله الرحمن الرحيم لأنها سور قصار يقرب تفصيل كل سورة من الأخرى فكثر التفصيل فيها انتهى وقال بعضهم : المفصل السبع السابع سمي به لكثرة فصوله وهو من سورة محمد أو الفتح أو ق إلى آخر القرآن وطوال المفصل إلى البروج والأوساط منها إلى لم يكن والقصار منها إلى الآخر وقيل :
طوال از لا تقدم تا عبس دان
س اوسط از عبس تالم يكن خوان
قصار از لم يكن تا آخر آيد
بخوان اين نظم را تا كردد آسان
والذي عليه الجمهور أن طوال المفصل من سورة الحجرات إلى سورة البروج والأوساط من سورة البروج إلى سورة لم يكن والقصار من سورة لم يكن إلى آخر القرآن.
ـ روي ـ أن القراء لما قسموا القرآن في زمن الحجاج إلى ثلاثين جزاء قسموه أيضاً إلى سبعة أقسام وعن السلف الصالحين من ختم على هذا الترتيب الذي نذكره ثم دعا تقبل حاجته وهو الترتيب الذي كان يفعله عثمان رضي الله عنه يقرأ يوم الجمعة من أوله إلى سورة الأنعام ويوم السبت من سورة الأنعام إلى سورة يونس ويوم الأحد من سورة يونس إلى سورة طه ويوم الاثنين من سورة طه إلى سورة العنكبوت ويوم الثلاثاء من سورة العنكبوت إلى سورة الزمر ويوم الأربعان من سورة الزمر إلى سورة الواقعة ويوم الخميس من سورة الواقعة إلى آخره وقيل أحزاب القرآن سبعة الحزب الأول ثلاث سور والثاني خمس سورة والثالث سبع سور والرابع تسع سور والخامس إحدى عشرة سورة والسادس ثلاث عشرة سورة والسابع المفصل من ق وفي فتح الرحمن وأحزاب القرآن ستون قيل إن الحجاج لما جد في نقط المصحف زاد تحزيبه وأمر الحسن ويحيى بن يعمر بذلك وأما وضع الأعشار فيه فحكي أن المأمون العباسي أمر بذلك وقيل إن الحجاج فعل ذلك وكانت المصاحف العثمانية مجردة من النقط والشكل فلم يكن فيها أعراب وسبب ترك الأعراب فيها والله أعلم استغناؤهم عنه فإن القوم كانوا عرباً لا يعرفون اللحن ولم يكن في زمنهم نحو وأول من وضع النحو وجعل الأعراب في المصاحف أبو الأسود الدؤلي التابعي البصري.
جزء : ٩ رقم الصفحة : ٦١
ـ حكي ـ أنه سمع قارئاً أن الله بريء من المشركين ورسوله بكسر
٩٨