(قال بعضهم) لقد اجمع على كتابة المصاحف العثمانية اثنا عشر ألفا من الصحابة رضى الله عنهم فيجب على كل مسلم ان يقتدى بهم وبفعلهم لقوله ﷺ عليكم بسنتى وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدى عضوا عليها بالنواجذ الحديث وقوله، اقتدوا باللذين من بعدى ابى بكر وعمر فانهما حبل الله المدود من تمسك بهما فقد تمسك بالعروة الوثقى وقال البيهقى في شعب الايمان من يكتب مصحفا فينبغي ان يحافظ على الهجاء الذى كتبوا به تلك المصاحف ولا يخالفهم فيه ولا يغيير مما كتبوه شيئا فانهم كانوا اكثر علما واصدق قلبا ولسانا واعظم امانة فلا ينبغى ان نظن بانفسنا استدراكا عليهم.
وسئل مالك رحمه الله تعالى (١) هل يكتب المصحف على ما احدثه
الناس من الهجاء فقال لا الا على الكتبة الاولى رواه الدانى في المقنع ثم قال ولا مخالف له من علماء الامة، وقال في موضع آخر سئل مالك عن الحروف في القرآن مثل الواو والالف أترى ان تغير في المصحف ان وجد فيه كذلك قال لا قال أبو عمر ويعنى الواو والالف المزيدتين في الرسم المعدومتين في اللفظ نحو أولو، وفى رواية قال أشهب سئل

(١) ولد الامام مالك سنة ٩٥ هجريه وتوفى سنة ١٧٩ (*)


الصفحة التالية
Icon