وأنى لهؤلاء الافرنج أن يفهموا كلام رب العالمين وشريعة خاتم النبين محمد ﷺ وهم قد كفروا به.
ولئن استمعنا إلى فلسفتهم وآرائهم في بعض المواضيع، لا نسمح لهم أن يتناولوا الابحاث الدينيه الاسلاميه ويخوضوا في المسائل الدقيقة المهمة - على اننا لا ننكر للغربين نظرياتهم الصائبة في بعض النواحى التاريخية، واستكشافاتهم
العظيمة للاثار العمرانية، ومخترعاتهم الهائلة في المصالح الحيوية - وانما ننكر عليهم الخوض في الابحاث الدينية الاسلامية لانها غير مبنية على التصورات العقلية والتخيلات الفكرية بل انها مبنية على قول الله تبارك وتعالى وعلى سنة نبينا العربي الكريم محمد ﷺ وهم لا يؤمنون بكتاب الله، ولا يقرون برسالة نبينا، ولا يعرفون من اللغة العربية ودقائقها ما يعرفه اهلها - فمن الانصاف والعدل أن يرجعوا إلى كبار علمائنا الاعلام فيما يشكل عليهم من الامور إذا ما أرادوا الوصول إلى الحقيقة.
واليك فساد رأيهم في بحث القراءات: اعلم اننا لو اخذنا بقولهم هذا للزم ان الصحابة والتابعين هم الذين استنبطوا هذه القراءات من رسم المصحف العثماني، فعليه يكون قد تطرق التحريف والتبديل في القرآن العظيم وهذا مستحيل بصريح قوله تعالى " انا نحن نزلنا الذكر واناله لحافظون " وقوله جل جلاله " وانه لكتاب عزيز لا يأتيه


الصفحة التالية
Icon