المصحف العثماني حتى ابن خلدون يقول بهذا في مقدمته، على انهم لو قالوا ان الكتابة لم تكن منتشرة فيهم لكان أولى من نسبتهم إلى جهل اصولها وقواعدها مع انها ما وصلت الينا الا منهم.
ونحن نعتقد اعتقادا جازما بأن الصحابة كانوا يعرفون قواعد الاملاء والكتابة حق المعرفة (١) ونستدل على قولنا هذا استدلالا فنيا بثلاثة امور (الامر الاول) قال الالوسى في تفسيره روح المعاني ما نصه: والظاهر ان الصحابة كانوا متقنين رسم الخط عارفين ما يقتصى ان يكتب وما يقتضى ان لا يكتب وما يقتضى ان يوصل وما يقتضى ان لا يوصل إلى غير ذلك لكن خالفوا القواعد في بعض المواضع لحكمة اه
قوله في بعض المواضع أي من القرآن الكريم ورسم كلماته فالآلوسي وهو العالم المتبحر وصاحب التفسير الكبير لا يقول هذا الا بعد النظر والتحقيق وان لم يذكر الشواهد التى تؤيد قوله.
(الامر الثاني) مما لا يخفى على أحد ان الصحابة كانوا يراسلون الملوك والامراء في مهمات الامور وكانوا يكتبون فيما بينهم العقود

(١) لا ننكر ان الامية كانت متغلبة عليهم والتعليم لم يكن منتشرا بينهم لكن نقول ان المتعلمين منهم كانوا متقنين القراءة والكتابة على الوجه الصحيح والقواعد المرعية كما سيظهر لك في هذا الفصل (*)


الصفحة التالية
Icon