مكتوبة بالحروف الحميرية أو المسند فاننا لم نتحقق من ذلك لانه يحتاج إلى التخصص والفراغ التام وقد استنتجنا من رؤيتنا لها ان هذه الاماكن التى هي بين الجبال كانت في يوم من الايام مساكن لاقوام نزلوا بها ولا يبعد أن يعثر الباحث بين هذه الجبال على كهوف وغيران تحتفظ في زواياها على آثارهم وكنوزهم كما رأى بعضهم ذلك (١)

(١) روى ابن كثير في الجزء الثاني من تاريخه عند ذكر أخبار عبد الله بن جدعان وبعد أن ساق نسبه قال.
وهو ابن عم والد ابى بكر الصديق رضى الله عنه وكان من الكرماء الاجواد في الجاهلية المطعمين للمسنتين وكان في بدء امره فقيرا مملقا وكان شريرا يكثر من الجنايات حتى أبغضه قومه وعشيرته واهله وقبيلته وابغضوه حتى ابوه فخرج ذات يوم في شعاب مكة حائرا بائرا فرآى شقا في جبل فظن ان يكون به شيئا يؤذى فقصدة لعله يموت فيستريح مما هو فيه فلما اقترب منه إذا ثعبان يخرج إليه ويثب عليه فجعل يحيد عنه ويثب فلا يغنى شيئا فلما دنا منه إذا هو من ذهب وله عينان هما ياقوتتان فكسره واخذه ودخل الغار فإذا فيه قبور لرجال من ملوك جرهم ومنهم الحارث بن مضاض الذى طالت غيبته فلا يدرى اين ذهب (ومضاض هو ابن عمرو الجرهمى وهو اول من صار إليه أمر البيت بعد نابت بن اسماعيل عليه السلام وقد تزوج اسماعيل بنت مضاض فجاءته باثني عشر بنينا) ووجد عند رؤسهم لوحا من ذهب فيه تاريخ وفاتهم ومدد ولايتهم وإذا عندهم من الجواهر واللآلى والذهب والفضة شئ
كثير فاخذ منه حاجته ثم خرج وعلم باب الغار ثم انصرف إلى قومه فاعطاهم (*)


الصفحة التالية
Icon