(وسبب نقط المصحف) أن الناس مكثوا يقرؤن في مصاحف عثمان رضى الله عنه نيفا واربعين سنة ثم كثر التصحيف بالعراق ففزع الحجاج (١) إلى كتابه في زمن عبد الملك وسألهم ان يضعوا علامات لهذه الحروف المشتبهة ودعا نصر بن عاصم الليثى ويحى بن يعمر العدواني (وهما ممن اخذ عن ابى الاسود) لهذا الامر وكانت عامة المسلمين تكره ان يزيد احد شيئا على ما في مصحف عثمان ولو للاصلاح وتوقف كثير منهم في قبول الاصلاح الاول الذى ادخله أبو الاسود فبعد البحث والتروى قرر نصر ويحى ادخال الاصلاح الثاني وهو أن توضع النقط افرادا وازواجا لتمييز الاحرف المتشابهة كالدال والذال فالاولى تهمل والثانية تعجم من فوق بنقطة واحدة وهكذا في بقية الحروف وجرى الناس عليه إلى الآن غير ان هناك اختلافا بين الفاء والقاف بين المشارقة والمغاربة فالمشارقة ينقطون الفاء بواحدة من فوق والقاف بنقطتين من فوق ايضا والمغاربة ينقطون الفاء بنقطة واحدة من أسفل والقاف بنقطة واحدة من فوق ولا ضرر في اصطلاحهم حيث أمن اللبس والاشتباه عندهم.

(١) توفى الحجاج بن يوسف الثقفى في شوال سنة خمس وتسعين للهجرة وكان من حفاظ القرآن المعدودين.
(*)


الصفحة التالية
Icon