ولا قوة الا بالله اللهم تداركنا برحمتك ولطفك وبرك واحسانك انك على كل شئ قدير.
هذا ولما ظهرت المطابع في زماننا قل اشتغال الناس بكتابة المصاحف ونسخها لكن لا يزال الملوك والامراء والاثرياء المثقفون إلى يومنا هذا يفتخرون باقتناء المصاحف الخطية القيمة ويسندون نسخها وكتابتها إلى من اشتهر بحسن الخط ويصرفون على ذلك المبالغ الطائلة بسخاء وكرم فيكون المصحف المعتنى بنسخه وكتابته قيما جميلا جديرا بالمحافظة عليه ليبقى اثرا خالدا.
والمصاحف في العهد الاول كانت تكتب بأنواع متعددة بالخط الكوفى إلى القرن الخامس تقريبا، ثم لما تنوعت الخطوط صاروا
يكتبونها بخط الثلث إلى القرن الثامن أو التاسع، ولما ظهر خط النسخ الذي هو من اجمل الخطوط صاروا يكتبونها به إلى عصرنا الحاضر (١) والحق يقال ان جمال المصاحف لا يظهر الا إذا كتبت بخط النسخ فقط اما بقية انواع الخطوط فلا يستحسن كتاباتها بها كخط الرقعة والديوانى والفارسي وسياقت وشكسته لان قاعدة هذه الخطوط

(١) يوجد في دار الكتب العربية بمصر كثير من المصاحف القيمة الاثربة المكتوبة بخطوط متنوعة من القرن الاول للهجرة إلى عصرنا الحاضر وقد ذكرنا شيئا منها في كتابنا تاريخ الخط العربي فراجعه (*)


الصفحة التالية
Icon