وان كان حافظا ليستظهر بذلك وليعلم هل فيها قراءة غير قراءته ام لا وإذا استند الحافظ عند الكتابة إلى اصل يعتمد علية كان آكد واثبت في ضبط المحفوظ وجاء في ارشاد القراء والكاتبين: ان زيدا كتب القرآن كله بجميع اجزائه وأوجهه المعبر عنها بالاحرف السبعة الواردة في حديث ان هذا القرآن انزل على سبعة احرف فاقرؤا ما تيسر منه وكان اولا اتاه جبريل فقال له إن الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على حرف واحد ثم راجعه إلى السابعة فقال ان الله يأمرك أن تقرئ أمتك القرآن على سبعة أحرف فأيما حرف قرؤا عليه أصابوا (١) اه من عنوان البيان في علوم التبيان.
فأبوبكر رضى الله عنه هو اول من جمع القرآن الكريم بالاحرف السبعة التى نزل بها واليه تنسب الصحف البكرية وكان ذلك بعد وقعة اليمامة التى كان انتهاؤها سنة اثنتى عشرة للهجرة - فجمعه للقرآن كان في سنة واحدة تقريبا (٢) لانه وقع ببن غزوة اليمامة وبين وفاته

(١) سيأتي شرح هذا الحديث في الفصل الخامس من الباب الثاني (٢) لولا همة الصحابة الذين بذلوا أنفسهم لله لما تم في مدة سنة واحدة كتابة
المصحف بالاحرف السبعة كلها وجمعه من الاحجار والعظام والجلود ونحوها فانظر إلى توفيق الله لهم وعنايته بهم وتأمل كيف خدموا الدين ونشروا الاسلام رضى الله عنهم (*)


الصفحة التالية
Icon