وهنا أيضا عندما يؤتى الله الحكم لسيدنا يوسف، فإنما يعده ويؤهله لما سيتعرض له في المرحلة المقبلة من حياته، من فتنة امرأة العزيز، ثم فتنة النسوة، ثم السجن، والحكم بعد ذلك.
؟ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ؟:
يقول الإمام الشعراوي : كل إنسان يحسن ما أدى من عمل يجزيه الله.
ويقول الطبري و القرطبي: ؟ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ؟ أي المؤمنين وقيل الصابرين على النوائب.
ويقول ابن كثير: ؟ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ؟ أي أنه كان محسنا في عمله عاملا بطاعة الله تعالى.
المراودة
؟وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْتَ لَكَ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ؟ يوسف (٢٣)
يقول الإمام الشعراوي في خواطره :
المراودة : هي مطالبة برفق ولين في خداع يستر ما تريده ممن تريده، أي طالبته بلين ورفق في أسلوب يخدع ليتحرر مما هو فيه إلي ما تطلبه.
غلقت: الحدث يبالغ فيه إما لقوة الحدث أو لتكرار الحدث.
مَعَاذَ اللَّهِ : أنت لا تستغيث إلا إذا خارت قواك.
ويقول الطبري في تفسيره:
يقول تعالى ذكره: وراودت امرأة العزيز- وهي التي كان يوسف في بيتها -عن نفسه أن يواقعها، وعن السدي ؟ وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَ فِي بَيْتِهَا عَن نَّفْسِهِ ٍ؟ قال أحبته.
: وقوله: ؟ وَغَلَّقَتِ الأَبْوَابَ ؟ يقول: وغلقت المرأة أبواب البيوت، عليها وعلى يوسف لما أرادت منه وراودته عليه، بابا بعد باب.
وقوله: ؟ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ ؟ يقول جل ثناؤه: قال يوسف إذ دعته المرأة إلي نفسها وقالت له هلم إلى: اعتصم بالله من الذي تدعوني إليه وأستجير به منه.
وقوله: ؟إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ؟ يقول: إن صاحبك وزوجك سيدي.