ولكي نبدأ بعون من الله تبارك وتعالى في محاولة حل هذه المعضلة، فعلينا أولا أن نعرف ما هو الهم ؟
هناك همان : هم حديث نفس -- وهم للفعل (حركه)
وهم حديث النفس عدة أنواع :
الأول: هو هم الحزن:
مثل الحزن على فقدان حبيب أو مال أو ما شابه ذلك
الثاني: هم حديث النفس(هم النفس):
هو انشغال العقل بقضية ما تشغل بالنا وتؤرق حياتنا، ونتدبر فيها كيفية حلها،
فقد يأخذ حلها وقتا، قد يطول هذا الوقت أو قد يقصر.
فمثلا نقول: أن الدين هم بالليل ومذلة بالنهار ونفكر في كيفية تسديد هذا الدين، أو مشكلة ما في العمل..... وهكذا
الثالث: وهو المؤدى إلي الهم الحركي:
لكي يقوم الإنسان بعمل شيء ما فإنه يمر بعدة مراحل للقيام بهذا العمل:
(١) فكرة تمر بعقل الإنسان حديث نفس
(٢) تدبر هذه الفكرة حديث نفس
(٣) عقد العزم على تنفيذ هذه الفكرة حديث نفس
(٤)الاستعداد للقيام للتنفيذ حديث نفس
(٥)القيام بالتنفيذ فعل(حركه)
ولكن تأتى مرحلة دقيقة تلي الاستعداد للقيام بالفعل، والقيام بالتنفيذ للفعل، وهذه هي مرحلة الهم.
إذاً فان الهم الحركي للفعل : هو مرحلة تلي الاستعداد للعمل والعمل نفسه.
وهذا كان هم امرأة العزيز.
وهناك هم أخير، يسمى هم رد الفعل : وهذا الهم سنعطى له مثلا ولله المثل الأعلى:
هب أن رجلا قام بمحاولة الاعتداء عليك، وهم بضربك، فماذا كنت ستفعل ؟
هل ستتركه ؟ أم ستهم أنت أيضا بالدفاع عن نفسك.
إذا هناك همان حركيان
الأول: هم فعل
والثاني : هم رد فعل.
فبعد هذا التعريف لأنواع الهم.
إذا فعلينا أن نسوق الأدلة على براءة يوسف من هم عمل الفاحشة.
أدلة البراءة
الدليل الأول:
لو أن يوسف عليه السلام قد مال إلي امرأة العزيز، وحدثته نفسه بفعل الفاحشة، فلماذا أعرض منذ البداية عندما راودته ؟، ولماذا لم يحدث والطريق ممهد له بغلق إلا بواب ؟، و امرأة العزيز في كامل زينتها، ولم يكن معهما أحد، وزيادة على ذلك أنها هي التي دعته إليها.