فيقول رب العزة: ؟ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء ؟ يوسف ٢٤. (كَذَلِكَ) : أي من أجل أن يوسف صبر على فتنة امرأة العزيز ولم يميل إليها وساق إليها الحجج لكي لا يفعل الفاحشة معها واعتصم بالله، فإننا سنصرف عنه سوء يصيبه من وراءها، وسنعود لهذه النقطة فيما بعد.
( لِنَصْرِفَ) : لنبعد.
(السُّوءَ) : فسره العلماء.
ونقول نحن :
السُّوءَ: هو وصم الإنسان بعمل شائن، أو بصفة تشينه، مثل انه (سارق - زان --كاذب - مرتش --الخ).
أو أن نقول عنه أنه حاول أن يفعل كذا، مما يصيبه هذا السوء.
كأن نقول مثلا أن هذا الشخص سرق أو حاول السرقة فإننا بهذا نكون قد أسأنا إليه.
وذلك لينال عقوبة ما، إما في سمعته وهذه إساءة نفسية، أو في بدنه.
(الْفَحْشَاء) : هي فعلة الزنا حيث يقول رب العزة : ؟ وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً ؟ الإسراء ٣٢
الدليل الثامن:
علينا هنا أن نقرأ الآية جيدا ؟ كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاء ؟ يوسف ٢٤، وعليه فإننا يجب أن نسأل أنفسنا: لماذا أنزل الله الآية بهذا المنطوق وبهذا الترتيب؟
أي قدم صرف السوء على الفحشاء.
فنقول وبالله التوفيق :
إن كان يوسف قد مال إلي امرأة العزيز، وحدثته نفسه بفعل الفاحشة، ثم رأى برهان ربه الذي منعه عن الفعل، فان الله في هذه الحالة قد صرف عنه فعل الفاحشة.
ويكون منطوق الآية:( لنصرف عنه الفحشاء ) فقط.
وأما إذا كان الله يريد أن يصرف عنه الفحشاء كي لا يصيبه سوء بعد ذلك، فإن منطوق الآية يكون: (لنصرف عنه الفحشاء والسوء)، لأن الفحشاء هنا مقدمة في محاولة الفعل على السوء الذي كان سيصيبه بعد ذلك.
ولأن الله هو المتكلم فان كل أية، وكل كلمة، بل وكل حرف في القرآن الكريم موضوع بحساب وميزان دقيق، لكي يؤدى المعنى والغرض الذي يريده الله منه ويهدف إليه.
إذا فعلينا أن نعمل عقولنا: