ويأتي صرف الفحشاء في الآية ٣٤حيث قال رب العزة : ؟ فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ُ؟ وسيأتي توضيح ذلك في حينه.
الدليل التاسع: يقول رب العزة في الآية التي نحن بصددها: ؟ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ؟ يوسف ٢٤، والمخلصين كما قال العلماء إما بفتح اللام، وهم من استخلصهم الله لنفسه.
أو بكسر اللام، وهم الذين اخلصوا دينهم لله.
فهل عبد مخلص لله، أو استخلصه الله لنفسه، يقع بالتفكير في معصية أو فاحشة ويقع في براثن الشيطان، مع أن الله يقول في كتابه الكريم على لسان الشيطان في سورة ص: ؟ فَبِعِزَّتِكَ لأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (٨٢) إِلا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (٨٣) ؟ ص٨٢، ٨٣، فاستثنى لعنة الله عليه عباد الله المخلصين من مجرد الغواية فيقول القرطبي : فمعنى: "لأغوينهم" لاستدعينهم إلي المعاصي،
ويقول الإمام الشعراوي : وقد صرف الله عنه الشيطان الذي يتكفل دائما بالغواية، فالشيطان نفسه يقر أن من يستخلصه الله لنفسه من العباد إنما يعجز هو كشيطان عن غوايته ولا يجرؤ على الاقتراب منه........... انتهى.
والغواية كما أفهمها: هي وقوع المعصية في النفس وإن لم يفعل.
ويوسف عليه السلام نبي أخلص الدين لله، واستخلصه الله لنفسه، فكيف يقع في براثن الشيطان ويميل إلى امرأة العزيز ويهم بعمل الفاحشة معها.
الدليل العاشر: عصمة الأنبياء :