أي أن قميص يوسف عليه السلام إن كان قد من الخلف فيوسف صادق وامرأة العزيز كاذبة، ونلحظ أن الشاهد هنا قال هذا الرأي قبل أن يشاهد القميص٠ بل وضع في كلماته الأساس الذي سينظر به إلي الأمر وهو إطار دليل الإثبات. انتهى.
وعلى هذا نقول والله المستعان:
الدليل الحادي عشر:
أي وإن كان القميص قطع من الخلف، فإنها تكون كاذبة في ادعائها، وكان هو صادقا في كلامه، وبرهان ذلك أن ظهره كان لها وهى وراءه.
فما الذي دفعها لتقطع قميصه من الخلف.
اللهم إلا إذا كانت هي الطالبة له، وهو في حالة فرار منها، مما أدى إلى قطع القميص من الخلف من شدة اندفاعه وفراره منها٠
أليس هذه دليل دامغ وبرهان ما بعده برهان، على أن برهان ربه هو إيحاء من الله إلى يوسف، بعدم الدفاع عن نفسه، وألا يلمس المرأة، ولكن عليه أن يعطى لها ظهره بسرعة ليهرب من أمامها.
لأنه في هذه الحالة كان ستحدث مواجهة بين الاثنين( يوسف و امرأة العزيز)، فكانت ستمسك به من الأمام وسيحاول هو الإفلات منها مما كان سيؤدى إلي قطع القميص من الأمام.
وعلينا أن نتصور ما كان سيحدث إن كان يوسف قد مال إليها وهم بالمعصية : فهل كانت ستتركه بعد هذا الهم، وأصبح في متناول يديها ؟
أم أنها كانت ستقبض عليه بسرعة قبل أن يذهب من أمامها، وتمسك بقميصه من أمام ويكون هناك مشادة بينهما وتكون مواجهة، وكان سيقطع القميص من قبل.
ومن حكمة الله سبحانه وتعالى، أن يضع برهان البراءة في آية منفصلة، ولم توصل بالآية السابقة، لنتدبر آياته سبحانه، ولا نمر عليها مر الكرام.
ومن هنا فإن الله يعلمنا كيفية استنباط الأحكام بالأدلة المادية والعقلية.
؟ فَلَمَّا رَأَى قَمِيصَهُ قُدَّ مِن دُبُرٍ قَالَ إِنَّهُ مِن كَيْدِكُنَّ إِنَّ كَيْدَكُنَّ عَظِيمٌ ؟ يوسف ٢٨
الطبري:


الصفحة التالية
Icon