قوله تعالى: ؟ فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ ؟ لما قال. ؟ وَإِلاَّ تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَّ ؟تعرض للدعاء، وكأنه قال: اللهم اصرف عني كيدهن ؛ فاستجاب له دعاءه، ولطف به وعصمه عن الوقوع في الزنا. " كَيْدَهُنَّ " قيل: لأنهن جمع قد راودنه عن نفسه. وقيل: يعني كيد النساء. وقيل: يعني كيد امرأة العزيز، على ما ذكر في الآية قبل ؛ والعموم أولى.
الشعراوي :
وهكذا تفضل عليه الله الذي خلقه وتولى تربيته وحمايته فصرف عنه كيدهن الذي تمثل في دعوتهن له أن يستسلم لما دعته إليه امرأة العزيز ثم غوايتهن له بالتلميح دون التصريح....... انتهى
فنقول وبالله التوفيق :
في هذه الآية يأتي دور صرف الفحشاء عن يوسف: ؟ فَاسْتَجَابَ لَهُ رَبُّهُ فَصَرَفَ عَنْهُ كَيْدَهُنَّ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ؟ يوسف ٣٤ : أي لبى الله نداء يوسف واستغاثته به حيث يقول رب العزة في سورة النمل: ؟ أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ ؟ النمل ٦٢ : لأنه فعلا كان في حالة المضطر المستغيث.
ولأن يوسف لم يكن في حالة استغاثة أو اضطرار في قوله ؟ قَالَ مَعَاذَ اللّهِ ؟ يوسف ٢٣: لأنه كان في حالة تنبيه وتذكير لامرأة العزيز، ولم يكن هناك اضطرار إلي الاستغاثة والركن الكامل، ولكن كان أمامه خيارات كثيرة، ووقت متسع، وحيل للهرب من الموقف الذي كان فيه من قبل.
أما في هذا الموقف فان يوسف قد أحيط به، ولا يوجد مخرج له، فإما الفعل، أو السجن والصغار، ولا يوجد خيار أخر، فكان لابد من الركن إلي الله وهو مضطر، (وكأنني أشعر أن هذه الآية قد أنزلت في نبي الله يوسف خاصة).