ولكن يوسف أراد أن يظهر الحق أمام الملك، وعلى لسان من اتهموه وتسببوا في وضعه في السجن ظلما، فكان عليه أن يرجع الرسول إلى الملك دون أن ينفذ أمر الملك، وهذه من الأمور العظام بل ويعتبره الملوك تمردا.
وليس هذا وحسب بل ويطلب أن يحقق الملك أولا في قضيته٠
فقال للرسول: ؟ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ ؟ يوسف ٥٠
ثم حدد يوسف أطراف القضية للملك، وبداية الخيط فيها، ودلل عليهن باللاتي قطعن أيديهن ولكنه لم يسميهن له، وذلك ليبحث الملك، وهذا الذي فعله يوسف أعطى لقضيته قوة واهتماما لدى الملك.
عاد الرسول إلى الملك، وقص عليه ما كان من يوسف، أسقط في يد الملك إن من يقول هذا الكلام ويرفض الخروج من السجن، وراءه خبر عظيم وشديد، فأراد أن يعرف الحقيقة وبدأ يسأل عن حقيقة الأمر ومن هن النسوة اللاتي قطعن أيديهن، وبدأت تظهر الحقيقة أمام الملك.
وعندما يقول يوسف عليه السلام : ؟ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ ؟، فإنه بهذا يعرض قضيته الإيمانية، ويخبر الملك بأن له إلها غير الذي يعبده الملك، فيسأل الملك من إلهه هذا الذي يعرف ما لا يعرفه هو عن رعيته.
وهنا نتعلم من يوسف عليه السلام أمرين ٠
الأول :
الثبات لإظهار الحق مهما كانت الصعوبات، وبإسلوب مهذب ومدعم بالأدلة على البراءة.
الثاني :