وقوله تعالى ؟ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَن نَّفْسِهِ ؟ إخبار عن الملك حين جمع النسوة اللاتي قطعن أيديهن عند امرأة العزيز فقال مخاطبا لهن كلهن وهو يريد امرأة وزيره وهو العزيز قال الملك للنسوة اللاتي قطعن أيدهن؟ مَا خَطْبُكُنَّ ؟ أي شأنكن وخبرنكن ؟ إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَن نَّفْسِهِ ؟ يعني يوم الضيافة؟ قُلْنَ حَاشَ لِلّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِن سُوءٍ ؟ أي قالت النسوة جوابا للملك حاش لله أن يكون يوسف متهما والله ما علمنا علية من سوء فعند ذلك ؟ قَالَتِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ الآنَ حَصْحَصَ الْحَقُّ ؟ قال ابن عباس ومجاهد وغير واحد: تقول الآن تبين الحق وظهر وبرز ؟ أَنَاْ رَاوَدتُّهُ عَن نَّفْسِهِ وَإِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِينَ ؟ أي في قوله ؟ هِيَ رَاوَدَتْنِي عَن نَّفْسِي ؟.
الشعراوي :
وهنا في الموقف الذي نتناوله بالخواطر نجد الملك وهو يستدعى النسوة اللاتي قطعن أيديهن وراودن يوسف عن نفسه.
ونعلم أن المراودة الأولى ليوسف كانت من امرأة العزيز واستعصم يوسف ؛ثم دعت هي النسوة إلى مجلسها........ انتهى.
ونقول وبالله التوفيق:
جمع الملك الحاشية والنسوة وأراد أن يعرف الحقيقة ممن كانوا هم أبطالها وبنفسه ولا يعتمد على التقارير، لأن الموضوع خطير وفيه ظلم لأحد رعاياه وعلى هذا بدأ كلامه مع النسوة بكلمة، فيها حزم وقوة، وإيحاء لمن أمامه بأنه قد علم الحقيقة، فلا يعطى لمن أمامه فرصة للمراوغة أو الهروب من إجابة سؤاله، أو الكذب.
؟ مَا خَطْبُكُنَّ إِذْ رَاوَدتُّنَّ يُوسُفَ عَن نَّفْسِهِ ؟ يوسف ٥١
والخطب كما يقول الإمام الشعراوي، هو الحدث الجلل، فهو حدث غير عادى يتكلم به الناس، فهو ليس حديثا بينهم وبين أنفسهم، بل يتكلمون عنه بحديث يصل إلى درجة تهتز لها المدينة.
ويقول أيضا،


الصفحة التالية
Icon