صفحة رقم ١٢٧
تفسير سورة البقرة من آية [ ٢٤٠ - ٢٤٢ ]
البقرة :( ٢٤٠ ) والذين يتوفون منكم.....
) والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا وصية لأزواجهم متاعا إلى الحول (،
يعني بالمتاع أن ينفق عليها في الطعام والكسوة سنة ما لم تتزوج، قال :( غير
إخراج )، يقول : لا تخرج من بيت زوجها سنة وهي كارهة، ) فإن خرجن ( إلى
أهلهن طائعة قبل الحلول، فلا نفقة لها، فعدتها ثلاثة قروء، يقول :( فلا جناح
عليكم ( في قراءة ابن مسعود :' فلا جناح عليهن '، ) في ما فعلن في أنفسهن
من معروف (، يعني بالمعروف، يعني أن تتشوف وتتزين وتلتمس الأزواج، ) والله
عزيز حكيم ) [ آية : ٢٤٠ ]، عزيز في ملكه، حكيم فيما حكم من النفقة حولا،
نزلت في حكيم بن الأشرف، قدم الطائف ومات بالمدينة وله أبوان وأولاد، فأعطى النبي ( ﷺ ) الميراث الوالدين، وأعطى الأولاد بالمعروف، ولم يعط امرأته شيئا.
غير أن النبي ( ﷺ ) أمر بالنفقة عليها في الطعام والكسوة حولا، فإن كانت المرأة من
أهل المدر، التمست السكنى فيما بينها وبين الحول، وإن كانت من أهل الوبر نسجت
ما تسكن فيه إلى الحول، فكان هذا قبل أن تنزل آية المواريث، ثم نزل :
البقرة :( ٢٤١ ) وللمطلقات متاع بالمعروف.....
) والذين
يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا ( نسخت هذه
الحول، ثم أنزل الله عز وجل آية المواريث، فجعل لهن الربع والثمن، فنسخت نصيبها
من الميراث نفقة سنة، ثم قال :( وللمطلقات ( اللاتي دخل بهن ) متاع بالمعروف (،
يعني على قدر مال الزوج، ولا يجبر الزوج على المتعة ؛ لأن لها المهر كامل، ) حقا على
المتقين ) [ آية : ٢٤١ ] أن يمتع الرجل امرأته،
البقرة :( ٢٤٢ ) كذلك يبين الله.....
) كذلك يبين الله لكم
ءاياته (، يقول : هكذا يبين الله لكم أمره في المتعة، ) لعلكم )، يعني لكي
) تعقلون (، [ آية : ٢٤٢ ].
تفسير سورة البقرة من آية [ ٢٤٣ - ٢٤٥ ]


الصفحة التالية
Icon