صفحة رقم ١٥٥
الجنة، قال : يا رسول الله، أشهد بأني قد تصدقت بها على الفقراء، أو بعتها من الله
ورسوله، فمن يقبضها ؟ قال : وجاء إلى باب الحديقة، فتحرج أن يدخلها، إذ جعلها لله
ورسوله، فصاح :
يا أم الدحداح هداك الهادي
إلى سبيل القصد والرشاد
بيني من الحائط الذي بالوادي
فقد مضى قرضا إلى التناد
أقرضته الله على اعتماد
طوعا بلا من ولا ارتداد
إلا رجاء الضعف في الميعاد
فودعي الحائط وداع العاد
واستيقني وفقت للرشاد
فارتحلي بالفضل والأولاد
إن التقى والبر خير زاد
قدمه المرء إلى المعاد
فأجابته : ربح بيعك، والله لولا شرطك ما كان لك منه إلا مالك، وأنشأت تقول :
مثلك أحيا ما لديه ونصح
وأشهر الحق إذا لحق وضح
قد منح الله عيالي ما صلح
بالعجوة السوداء والزهر البلح
والله أولى بالذي كان منح
مع واجب الحق ومع ما قد سرح
والعبد يسعى وله ما قد كدح
طول الليالي وعليه ما اجترح
قال : ثم خرجت وجعلت تنفض ما في أكمام الصبيان، وتخرج ما في أفواههم، ثم
خرجوا وسلموا الحديقة إلى النبي ( ﷺ )، فقال النبي ( ﷺ ) :' كم نخلة لأبي الدحداح
مدلا عذوقها في الجنة، لو اجتمع على عذق منها أهل منى أن يقلوه ما أقلوه '.


الصفحة التالية
Icon