صفحة رقم ٢٤٧
النساء :( ٨٩ ) ودوا لو تكفرون.....
ثم أخبر عن التسعة، فقال سبحانه :( ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء ( أنتم
وهم على الكفر، ) فلا تتخذوا منهم أولياء حتى يهاجروا في سبيل الله (، يعني حتى
يهاجروا إلى دار الهجرة بالمدينة، ) فإن تولوا (، فإن أبوا الهجرة، ) فخذوهم (، يعني
فأسروهم، ) واقتلوهم حيث (، يعني أين ) وجدتموهم ( من الأرض في الحل
والحرم، ) ولا تتخذوا منهم وليا ولا نصيرا ) [ آية : ٨٩ ]، يعني ولا ناصرا.
النساء :( ٩٠ ) إلا الذين يصلون.....
ثم استثنى، فقال :( إلا الذين يصلون (، يعني التسعة المرتدين، ) إلى قوم بينكم وبينهم ميثاق (، يعني عهد خزاعة وبني خزيمة، وفيهم نزلت :( إلا الذين عاهدتم من المشركين ) [ التوبة : ٤ ]، إن وصل هؤلاء التسعة إلى أهل عهدكم وهم خزاعة، منهم :
هلال بن عويمر الأسلمى، وسراقة بن مالك بن جشم، وبنو مدلج، وبنو جذيمة، وهما
حيان بن كنانة، فلا تقتلوا التسعة ؛ لأن النبي ( ﷺ ) صالح هؤلاء على أن من يأتيهم من
المسلمين فهو آمن، يقول : إن وصل هؤلاء وغيرهم إلى أهل عهدكم، فإن لهم مثل الذي
لحلفائهم.
ثم قال عز وجل :( أو جاءوكم (، يعني بني جذيمة، ) حصرت صدورهم (، يعني
ضيقة قلوبهم، ) إن يقاتلوكم (، يعني ضاقت قلوبهم أن يقتالوكم، ) أو يقاتلوا قومهم ( من التسعة، ثم قال :( ولو شاء الله لسلطهم عليكم فلقاتلوكم (، يخوف
المؤمنين، ثم قال :( فإن اعتزلوكم فلم يقاتلوكم وألقوا إليكم السلم (، يعني الصلح، يعني
هلالا وقومه حزاعة، ) فما جعل الله لكم عليهم سبيلا ) [ آية : ٩٠ ] في قتالهم.
النساء :( ٩١ ) ستجدون آخرين يريدون.....
) ستجدون آخرين ( منهم أسد غطفان، أتوا النبي ( ﷺ )، فقال لهم النبي ( ﷺ ) :' أجئتم
مهاجرين ؟ '، قالوا : بل جئنا مسلمين، فإذا رجعوا إلى قومهم، قالوا : آمنا بالعقرب
والخنفساء إذ تعود، فقال :( ستجدون آخرين ( ) يريدون أن يأمنوكم (، يعني يأمنوا
فيكم معشر المؤمنين بأنهم مقرون بالتوحيد، ) ويأمنوا قومهم ( المشركين ؛ لأنهم على
دينهم، ) كل ما ردوا إلى الفتنة (، يعني كلما دعوا إلى الشرك، ) أركسوا فيها (،
يقول : عادوا في الشرك، ) فإن لم يعتزلوكم ( في القتال، ) ويلقوا إليكم السلم (، يعني
الصلح، ) ويكفوا أيديهم ( عن قتالكم، ) فخذوهم واقتلوهم (، يعني أأسروهم


الصفحة التالية
Icon