صفحة رقم ٢٨٦
أبو بكر، وعمر، وعلي، رضي الله عنهم، وهو ( ﷺ ) رابعهم، فأجلسوه في صفة لهم، ثم
خرجوا يجمعون السلاح له، وكان كعب بن الأشرف عند ذلك بالمدينة، فهم ينتظرونه
حتى يأتيهم، فأوحى الله عز وجل إلى نبيه، فأتاه جبريل، عليه السلام، فأخبره بما يراد به
وبأصحابه، فقام نبي الله ( ﷺ )، ولم يؤذن أصحابه مخافة أن يثوروا بهم، فأتى باب الدار،
فقام به.
فلما أبطأ على أصحابه، خرج على لينظر ما فعل رسول الله ( ﷺ )، فإذا هو على
الباب، فقال : يا رسول الله، احتبست علينا، حتى خفنا عليك أن يكون قد اغتالك
أحد، قال :' فإن أعداء الله قد أرادوا ذلك، فقم مكانك بالباب حتى يخرج إليه بعض
أصحابك، فأقمه مكانك وأخبره بالذي أخبرتك، ثم الحقني '، ومضى رسول الله ( ﷺ ) :
وقام الآخر بالباب، حتى خرج إليه صاحبه، فقال : احتبست أنت ورسول الله، حتى
خفنا عليكما، فأخبره الخبر، فمكث مكانه ولحق الآخر برسول الله ( ﷺ ) : فلما أبطأوا
على صاحبهم خرج، فاتبعوا رسول الله ( ﷺ )، فذلك قوله سبحانه :( يا أيها الذين
آمنوا اذكروا نعمت الله عليكم إذ هم قوم (، وهم اليهود، ) أن يبسطوا إليكم أيديهم ( بالسوء، ) فكف أيديهم عنكم ( ) واتقوا الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون ) [ آية : ١١ ].
تفسير سورة المائدة آية [ ١٢ - ١٣ ]
المائدة :( ١٢ ) ولقد أخذ الله.....
قوله سبحانه :( ولقد أخذ الله ميثاق بني إسرائيل وبعثنا منهم اثني عشر نقيبا (، يعني شاهدا على قومهم، من كل سبط رجلا ليأخذ هذا الرجل على سبطه
الميثاق، وشهداء على قومهم، وكانوا اثنى عشر سبطا، على كل سبط منهم رجلا،
فأطاع الله عز وجل منهم خمسة، فكان منهم طالوت، ممن أطاع الله عز وجل، وعصى