صفحة رقم ٣٧٥
الأنعام :( ١٤٣ ) ثمانية أزواج من.....
ثم قال : أنزل ) ثمانية أزواج ( قبل خلق آدم، عليه السلام، ) من الضأن اثنين (، يعني ذكراً وأنثى، ) ومن المعز اثنين (، ذكراً وأنثى، ) قل ( يا محمد
لمن حرم ذكور الأنعام تارة وإناثها أخرى، ونسب ذلك إلى الله :( ءآلذكرين ( من
الضأن والمعز ) حرم ( الله عليكم ؟ ) أم الأنثيين ( منهما ؟ ) أما اشتملت عليه أرحام الأنثيين ( ؟ ذكراً كان أو أنثى ؟ ) نبئوني بعلم ( عن كيفية تحريم ذلك، ) إن كنتم صادقين ) [ آية : ١٤٣ ] فيه. المعنى من أين جاء التحريم، فإن كان من قبل
الذكورة فجميع الذكور حرام، أو الأنوثة، فجميع الإناث، أو اشتمال الرحم
فالزوجان، فمن أين التخصيص ؟ والاستفهام للاستنكار.
الأنعام :( ١٤٤ ) ومن الإبل اثنين.....
) ومن الإبل اثنين ( ذكرا وأنثى، ) ومن البقر اثنين ( ذكراً وأنثى، ) قل ( يا
محمد ) ءآلذكرين حرم أم الأنثيين (، يعني من أين تحريم الأنعام من قبل الذكرين
أم قبل الأنثيين ؟ ) أما اشتملت عليه أرحام الأنثيين (، يقول : على ما اشتمل، ما
يشتمل الرحم إلا ذكراً أو أنثى، فأين هذا الذي جاء التحريم من قبله، وما اشتمل
الرحم إلا على مثلها.
يقول : ما تلد الغنم إلا الغنم، وما تلد الناقة إلا مثلها، يعني أن الغنم لا تلد البقر، ولا
البقر تلد الغنم، فإن قالوا : حرم الأنثيين، خصوا ولم يجز لهم أن يأكلوا الإناث من
الأنعام، وإن قالوا : الذكرين، لم يجز لهم أن يأكلوا ذكور الأنعام، فسكتوا، يقول الله لنبيه
( ﷺ ) : قل لهم :( نبؤوني بعلم إن كنتم صادقين ( بأن الله حرم هذا، ثم قال :( أم كنتم شهداء إذ وصاكم الله بهذا ( التحريم، فسكتوا فلم يجيبوه، إلا أنهم
قالوا : حرمها آباؤنا، فقال لهم النبي ( ﷺ ) :' فمن أين حرمه آباؤكم ؟ '، قالوا : الله أمرهم
بتحريمه، فأنزل الله :( فمن أظلم (، يقول : فلا أحد أظلم ) ممن افترى على الله كذبا ليضل الناس بغير علم إن الله لا يهدي القوم الظالمين ) [ آية : ١٤٤ ].
تفسير سورة الأنعام من آية [ ١٤٥ - ١٤٧ ].


الصفحة التالية
Icon