صفحة رقم ٥٥
البقرة :( ٦٦ ) فجعلناها نكالا لما.....
) فجعلناها نكالا ( لبني إسرائيل ) لما بين يديها (، يقول : أخذناهم بمعاصيهم قبل
صيد الحيتان، ) وما خلفها ( ما استنوا من سنة سيئة، فاقتدى بها من بعدهم، فالنكال
هي العقوبة، ثم مسخهم الله عز وجل في زمان داود، عليه السلام، قردة ثم حذر هذه
الأمة، فقال سبحانه :( وموعظة للمتقين ) [ آية : ٦٦ ]، يعني تعظهم يا محمد أن ريكبوا
ما ركبت بنو إسرائيل من المعاصي، فيستحلوا محرما أو صيدا في حرم الله، أو تستحلوا
أنتم حراما لا ينبغي فينزل بكم من العقوبة مثل ما نزل بالذين استحلوا صيد السمك يوم
السبت.
تفسير سورة البقرة آية [ ٦٧ ]
البقرة :( ٦٧ ) وإذ قال موسى.....
) وإذ قال موسى لقومه ( يا بني إسرائيل، ) إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة (
بأرض مصر قبل الغرق، وذلك أن أخوين كانا في بني إسرائيل، فقتلا ابن عم لهما ليلا
بمصر ليرثاه، ثم حملاه فألقياه بين القريتين. قال :
حدثنا عبيد الله، قال : حدثني أبي، قال :
حدثنا الهذيل، عن مقاتل، عن أبي مليكة، عن ابن عباس، رضي الله عنه، أنه قال : قاسوا
ما بين القريتين، فكانتا سواء، فلما أصبحوا أخذوا أهل القرية، فقالوا : والله ما قتلناه ولا
علمنا له قاتلا، قالوا : يا موسى، ادع لنا ربك يطلع على القاتل إن كنت نبيا كما تزعم،
فدعا موسى ربه عز وجل، فأتاه جبريل، عليه السلام، فأمره بذبح بقرة، فقال لهم،
موسى : إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة، فتضربوه ببعضها فيحيا، فيخبركم بقاتله، واسم
المقتول عاميل، فظنوا أنه يستهزئ بهم، فقالوا : نسألك عن القاتل لتخبرنا به، فتأمرنا
بذبح بقرة استهزاء بنا، فذلك قولهم لموسى :( قالوا أتتخذنا هزوا قال أعوذ بالله أن أكون من الجاهلين ) [ آية : ٦٧ ]، يعني من المستهزئين، فعلموا أن عنده علم ذلك..
تفسير سورة البقرة من آية [ ٦٨ - ٧١ ]


الصفحة التالية
Icon