صفحة رقم ٦٥
كتابك، وعصوا أمرك، فأمر الله عز وجل الملائكة وجبريل، فرفعوا من الأرض المقدسة
جبلا فوق رءوسهم، فحال الجبل بينهم وبين السماء، فقال موسى، عليه السلام، لبني
إسرائيل : إن لم تقبلوا التوراة طرح هذا الجبل، فيرضخ به رءوسكم، وكان الجبل منهم
قدر ميل، فلما رأوا ذلك قبلوها، فذلك قوله سبحانه :( وإذ نتقنا الجبل فوقهم كأنه ظلة وظنوا أنه واقع بهم ) [ الأعراف : ١٧١ ]، خذوا ما ءاتيناكم بقوة (، يعني
ما آتيناكم من التوراة بالجد والمواظبة عليه، فرجع الجبل إلى مكانه، فقال موسى لبني
إسرائيل :( واسمعوا (، يقول : اسمعوا ما في التوراة من الحدود، والأحكام، والشدة
) قالوا سمعنا ( بذلك الذي تخوفنا به من أمر الجبل، ) وعصينا ( أمرك، فلا نتبع ما
جئتنا به من الشدة في التوراة، والعجل كان أرفق بنا، وأهون علينا مما جئتنا به من
الشدة، يقول الله عز وجل :( وأشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم (، قال لهم
موسى : أن تحبوا شيئا دونه يعدل حبه في قلوبكم، كحب الله خالقكم، ) قل بئسما
يأمركم به إيمانكم أن كنتم مؤمنين ) [ آية : ٩٣ ]، كما تزعمون.
تفسير سورة البقرة آية [ ٩٤ ]
البقرة :( ٩٤ ) قل إن كانت.....
ثم أخبر أنه حين رفع الجبل عليهم والبحر من ورائهم، خافوا الهلكة، فقبلوا التوراة،
)( قل إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة (، يعني الجنة، وذلك أن اليهود
قالوا : نحن أبناء الله وأحباؤه، وأن الله لن يعذبنا، فقال الله عز وجل للنبي ( ﷺ ) : قل لهم
) إن كانت لكم الدار الآخرة عند الله خالصة ( ) من دون الناس فتمنوا الموت إن
كنتم صادقين ) [ آية : ٩٤ ]، يقول : فأحبوا الموت إن كنتم أولياء الله وأحباؤه،
وأنكم في الجنة، قال الله عز وجل للنبي ( ﷺ ) ) وأسألهم عن القرية التي كانت
حاضرة البحر إذ يعدون في السبت ) [ الأعراف : ١٦٣ ]، ألم أمسخهم قردة
بمعصيتهم.
تفسير سورة البقرة آية من [ ٩٥ - ٩٦ ]
البقرة :( ٩٥ ) ولن يتمنوه أبدا.....
ثم أخبر عنهم بمعصيتهم، فقال :( ولن يتمنوه أبدا (، يعني ولن يحبوه أبدا، يعني