صفحة رقم ٧٤
البقرة :( ١١٥ ) ولله المشرق والمغرب.....
) ولله المشرق والمغرب (، وذلك أن ناسا من المؤمنين كانا في سفر، فحضرت الصلاة
في يوم غيم، فمنهم من صلى قبل المشرق، ومنهم من صلى قبل المغرب، وذلك قبل أن
تحول القبلة إلى الكعبة، فلما طلعت الشمس عرفوا أنهم قد صلوا لغير القبلة، فقدموا
المدينة، فأخبروا النبي ( ﷺ ) بذلك، فأنزل الله عز وجل :( ولله المشرق والمغرب (، ) فأينما تولوا ( تحولوا وجوهكم في الصلاة، ) فثم وجه الله ( فثم الله، ) إن الله واسع (،
لتوسيعه عليهم في ترك القبلة حين جهلوها، ) عليم ) [ آية : ١١٥ ] بما نووا، وأنزل
الله عز وجل :( ليس البر أن تولوا وجوهكم قبل المشرق والمغرب ) [ البقرة :
١٧٧ ] إلى آخر الآية.
البقرة :( ١١٦ ) وقالوا اتخذ الله.....
) وقالوا اتخذ الله ولدا سبحانه (، إنما نزلت في نصارى نجران السيد والعاقب
ومن معهما من الوفد قدموا على النبي ( ﷺ ) بالمدينة، فقالوا : عيسى ابن الله، فأكذبهم الله
سبحانه وعظم نفسه، تعالى عما يقولون، فقال :( بل له ما في السماوات والأرض كل له قانتون ) [ آية : ١١٦ ]، يعني لله، يعني من فيهما، يعني عيسى ( ﷺ )، وغيره عبيده، وفي
ملكه، ثم قال : قانتون، يعني مقرون بالعبودية،
البقرة :( ١١٧ ) بديع السماوات والأرض.....
ثم عظم نفسه، فقال :( بديع السماوات والأرض ( ابتدعهما ولم يكونا شيئا، ) وإذا قضى أمرا ( في علمه أنه كائن، ) فإنما يقول له كن فيكون ) [ آية : ١١٧ ]، لا يثنى قوله كفعل المخلوقين، وذلك أن الله عز
وجل، قضى أن يكون عيسى ( ﷺ ) في بطن أمه من غير أب، فقال له، كن، فكان.
تفسير سورة البقرة من آية [ ١١٨ - ١٢٠ ]
البقرة :( ١١٨ ) وقال الذين لا.....
) وقال الذين لا يعلمون ( بتوحيد ربهم، يعني مشركي العرب للنبي ( ﷺ )،
)( لولا ( يعنون هلا ) يكلمنا الله ( يخبرنا بأنك رسوله، ) أو تأتينا ءاية ( كما
كانت الأنبياء تأتيهم الآيات تجئ إلى قومهم، يقول الله :( كذلك قال الذين من قبلهم مثل قولهم (، يقول : هكذا قالت بنو إسرائيل من قبل مشركي العرب، فقالوا