صفحة رقم ٩٥
فرخص الله عز وجل لأمة محمد ( ﷺ )، فذلك قوله سبحانه في الأعراف :( ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم ) [ الأعراف : ١٥٧ ] من التشديدات، وهم أن
يقتل قاتل العمد ولا يعفى عنه، ولا يؤخذ منه الدية، ثم قال :( فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم ) [ آية : ١٧٨ ]، يعني وجيع، ، فإنه يقتل، ولا يؤخذ منه دية، قال النبي ( ﷺ ) :
' لا عفو عمن قتل القاتل بعد أخذ الدية، وقد جعل الله له عذابا أليما '.
ثم قال سبحانه :
البقرة :( ١٧٩ ) ولكم في القصاص.....
) ولكم في القصاص حياة (، يعني بقاء يحجز بعضكم عن بعض
) يا أولي الألباب (، يعني من كان له لب أو عقل، فذكر القصاص، فيحجزه الخوف
عن القتل، ) لعلكم (، يعني لكي ) تتقون ) [ آية : ١٧٩ ] الدماء مخافة القصاص.
تفسير سورة البقرة آية [ ١٨٠ - ١٨٢ ]
البقرة :( ١٨٠ ) كتب عليكم إذا.....
) كتب عليكم (، يعني فرض عليكم، نظيرها :( كتب عليكم القتال ) [ البقرة :
٢١٦ ]، يعني فرض، نظيرها أيضا :( ما كتبناها (، يعني ما فرضناها ) عليهم (
[ الحديد : ٢٧ ]، يعني الرهبانية، ) إذا حضر أحدكم الموت إن ترك ( بعد موته
) خيرا (، يعني المال، ) الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف (، يعني تفضيل الوالدين
على الأقربين في الوصية، وليوص للأقربين بالمعروف.
والذين لا يرثون يقول الله عز وجل تلك الوصية ) حقا على المتقين ) [ آية : ١٨٠ ]،
فمن لم يوص لقرابته عند موته، فقد ختم عمله بالمعصية، ثم نزلت آية الميراث بعد هذه
الآية، فنسخت للوالدين، وبقيت الوصية للأقربين الذين لا يرثون، ما بينه وبين ثلث
ماله،
البقرة :( ١٨١ ) فمن بدله بعد.....
) فمن بدله بعدما سمعه (، يقول : من بدل وصية الميت، يعني الوصي والولي بعدما
سمعه من الميت، فلم يمض وصيته، ) فإنما إثمه على الذين يبدلونه (، عني الوصي والولي
وبرئ منه الميت، ) إن الله سميع ( لوصية الميت ) عليم ) [ آية : ١٨١ ] بها.
ثم قال :
البقرة :( ١٨٢ ) فمن خاف من.....
) فمن خاف (، يعني الوصي ) من موص (، يعني الميت ) جنفا ( ميلا


الصفحة التالية
Icon