صفحة رقم ١٢٢
يعتريك ذلك فاجتنبها سالماً.
قال عبد الله : قال الفراء : الخبل مُسكنةُ الباء العلة المانعة من الحركة المعطلة للبدن،
والخبل : الجنون محركة الباء، فرد عليهم هود :( قَالَ إِني أُشهِدُ اللهَ واشهَدُواْ أَني بَريءٌ مِمَّا
تُشرِكُونَ ) [ آية : ٥٤ ].
هود :( ٥٥ ) من دونه فكيدوني.....
) من دونه ( من الآلهة، ) فكيدوني جميعا ( أنتم والآلهة، ) ثم لا تنظرون ) [ آية :
٥٥ ]، يعنى ثم لا تناظرون، يعنى لا تمهلون.
هود :( ٥٦ ) إني توكلت على.....
) إني توكلت على الله (، يعنى وثقت بالله، ) ربي وربكم ( حين خوفوه آلهتهم أنها
تصيبه، ) ما من دابة (، يعنى ما من شيء، ) الآ ( و ) هُوَ ءاخِذٌ بِنَاصِيتهَا (، يقول :
إلا الله يميتها، ) إن ربي على صراط مستقيم ) [ آية : ٥٦ ]، يعنى على الحق المستقيم.
هود :( ٥٧ ) فإن تولوا فقد.....
) فإن تولوا (، يعنى فإن تعرضوا عن الإيمان، ) فقد أبلغتكم ما أرسلت به إليكم (
من نزول العذاب بكم في الدنيا، ) ويستخلف ربي ( بعد هلاككم ) قوما غيركم ( أمثل
وأطوع لله منكم، ) ولا تضرونه شيئا ( يقول : ولا تنقصونه من ملكه شيئاً، إنما تنقصون
أنفسكم، ) إن رَبِي عَلى كُل شَيءٍ ( من أعمالكم ) حفيظ ) [ آية : ٥٧ ].
هود :( ٥٨ ) ولما جاء أمرنا.....
) ولما جاء أمرنا (، يعنى قولنا في نزول العذاب، ) نجينا هُوداً والذينَ ءامَنُوا مَعهُ (
من العذاب ) برحمة منا (، يعنى بنعمة منا عليهم، ) ونجيناهم من عذاب غليظ ) [ آية :
٥٨ ]، يعنى شديد، وهي الريح الباردة لم تفتر عنهم حتى أهلكتهم
هود :( ٥٩ ) وتلك عاد جحدوا.....
) وتِلكَ عادٌ جَحَدُواْ بِئايتِ رَبِهم (، يعنى كفروا بعذاب الله بأنه غير نازل بهم في
الدنيا، ) وعصوا رسله (، يعنى هوداً وحدهُ، ) واتبعوا أمر كل جبار عنيد ) [ آية :
٥٩ ]، يعنى متعظماً عن التوحيد، فهم الأتباع، اتبعوا قول الكبراء في تكذيب هود،
)( عنيد (، يعنى معرضاً عن الحق، وكان هذا القول من الكبراء للسفلة في سورة
المؤمنين ) ما هذا (، يعنى هوداً ) إلا بشر مثلكم يأكل مما تأكلون منه ويشرب مما تشربون ) [ المؤمنون : ٣٣ ] من الشراب.
وقال للأتباع :( ولئن أطعتم بشرا مثلكم إنكم إذا لخاسرون ) [ المؤمنون : ٣٤ ]،
يعنى لعجزة، فهذا قول الكبراء للسفلة، فاتبعوهم على قولهم،
هود :( ٦٠ ) وأتبعوا في هذه.....
) وَأُتبِعُو في هذه الدنيا
لَعنةً (، يعنى العذاب، وهي الريح التي أهلكتهم، ) ويوم القيامة (، يعنى عذاب النار،