صفحة رقم ١٦
الأنفال :( ٣٤ ) وما لهم ألا.....
ثم قال :( وما لهم ألا يعذبهم الله ( إذ لم يكن نبى ولا مؤمن بعد ما خرج النبي
( ﷺ ) إلى المدينة من أهل مكة، ) وهم يصدون عن المسجد الحرام ( المؤمنين، ) وما كانوا أولياءه (، يعنى أولياء الله، ) إن أولياؤه (، يعنى ما أولياء الله ) إلا المتقون ( الشرك، يعنى المؤمنين أصحاب النبي ( ﷺ )، ) ولكن أكثرهم لا يعلمون (
[ آية : ٣٤ ]، يقول : أكثر أهل مكة لا يعلمون توحيد الله عز وجل.
وأنزل الله عز وجل في قول النضر أيضاً حين قال :( اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم (، يعنى وجيع، أنزل :
( سأل سائل بعذاب واقع ) [ المعارج : ١ ] إلى آيات منها.
الأنفال :( ٣٥ ) وما كان صلاتهم.....
ثم أخبر عن صلاتهم عند البيت، فقال :( وما كان صلاتهم عند البيت (، يعنى
عند الكعبة الحرام، ) إلا مكاء وتصدية (، يعني بالتصدية الصفير والتصفية،
وذلك أن النبي ( ﷺ ) كان إذا صلى في المسجد الحرام، قام رجلان من بنى عبد الدار بن
قصي من المشركين عن يمين النبي ( ﷺ )، فيصفران كما يصفر المكاء، يعنى به طيراً اسمه
المكاء، ورجلان عن يسار النبي ( ﷺ ) فيصفقان بأيديهما ليخلطا على النبي ( ﷺ ) صلاته
وقراءته، فقتلهم الله ببدر هؤلاء الأربعة، ولهم يقول الله ولبقية بنى عبد الدار :( فذوقوا العذاب (، يعنى القتل ببدر، ) بما كنتم تكفرون ) [ آية : ٣٥ ] بتوحيد الله عز
وجل.
تفسير سورة الأنفال من آية [ ٣٦ - ٣٧ ].
الأنفال :( ٣٦ ) إن الذين كفروا.....
) إن الذين كفروا ينفقون أموالهم (، وذلك أن رءوس كفار قريش استأجروا


الصفحة التالية
Icon