صفحة رقم ١٩
أَسفل منكم (، يعنى على ساحل البحر أصحاب العير أربعين راكباً أقبلوا من الشام
إلى مكة، فيهم : أبو سفيان، وعمرو بن العاص، ومخرمة بن نوفل، وعمرو بن هشام،
)( وَلَو تواعدتُم ( أنتم والمشركون، ) لاختلفتم في الميعاد ولكن ( الله جمع بينكم
وبين عدوكم على غير ميعاد، أنتم ومشركو مكة، ) ليقضى الله أَمراً ( في علمه،
)( كان مفعولاً (، يقول : أمراً لا بد كائناً ؛ ليعز الإسلام وأهله، ويذل الشرك وأهله،
)( ليهلك من هلك عن بينة ويحيى ) ) بالإيمان ( ( من حي عن بينة وإن الله لسميع
عليم ) [ آية : ٤٢ ].
الأنفال :( ٤٣ ) إذ يريكهم الله.....
) إذ يريكهم الله ( يا محمد في التقديم ) في منامك قليلاً (، وذلك أن
النبي ( ﷺ ) رأى في المنام أن العدو قليل قبل أن يلتقوا، فأخبر النبي ( ﷺ ) أصحابه بما رأى،
فقالوا : رؤيا النبي ( ﷺ ) حق والقوم قليل، فلما التقوا ببدر قلل الله المشركين في أعين
الناس، لتصديق رؤيا النبي ( ﷺ )، ثم قال :( ولو أراكهم كثيراً ( حين عاينتموهم
) لفشلتم (، يعنى لجبنتم وتركتم الصف، ) ولتنازعتم (، يعنى و اختلفتم، ) في
الأمر ولكن الله سلم (، يقول : أتم المسلمون أمرهم على عدوهم، فهزموهم ببدر،
)( إنه ) ) الله ( ( عليم بذات الصدور ) [ آية : ٤٣ ]، عليم بما في قلوب المؤمنين من أمر
عدوهم.
الأنفال :( ٤٤ ) وإذ يريكموهم إذ.....
) وإذ يريكموهم إذ التقيتم في أعينكم قليلاً ويقللكم ( يا معشر المسلمين ) في
أعينهم (، يعنى في أعين المشركين، وذلك حين التقوا ببدر، قلل الله العدو في أعين
المؤمنين، وقلل المؤمنين في أعين المشركين ليجترئ بعضهم على بعض في القتال،