صفحة رقم ٢٢٦
والبلاء، وهو قحط المطر بمكة سبع سنين، ) فإليه تجئرونَ ) [ آية : ٥٣ ]، يعنى
تضرعون بالدعاء، لا تدعون غيره أن يكشف عنكم ما نزل بكم من البلاء والدعاء حين
قالوا في حم الدخان :( ربنا اكشف عنا العذاب إنا مؤمنون ) [ الدخان : ١٢ ]، يعنى
مصدقين بالتوحيد.
النحل :( ٥٤ ) ثم إذا كشف.....
) ثم إذا كشف الضر عنكم (، يعنى الشدة، وهو الجوع، وأرسل السماء بالمطر
مدراراً، ) إذا فريق منكم بربهم يشركون ) [ آية : ٥٤ ]، يعنى يتركون التوحيد لله تعالى في
الرخاء، فيعبدون غيره، وقد وحدوه في الضر.
النحل :( ٥٥ ) ليكفروا بما آتيناهم.....
) ليكفرواْ بما ءاتيناهم (، يعنى لئلا يكفروا بالذي أعطيناهم من الخير والخصب في
كشف الضر عنهم، وهو الجوع، ) فتمتعوا ( إلى آجالكم قليلاً، ) فسوف تعلمون (
[ آية : ٥٥ ]، هذا وعيد، نظيرها في الروم، وإبراهيم، والعنكبوت.
النحل :( ٥٦ ) ويجعلون لما لا.....
) ويجعلون (، يعنى ويصفون ) لما لا يعلمون ( من الآلهة أنها آلهة، ) نصيبا مما رزقناهم (، من الحرث والأنعام، ) تالله (، قل لهم يا محمد : والله ) لتسئلن ( في
الآخرة، ) عما كنتم تفترون ) [ آية : ٥٦ ] حين زعمتم أن الله أمركم بتحريم الحرث
والأنعام.
النحل :( ٥٧ ) ويجعلون لله البنات.....
ثم قال يعنيهم :( ويجعلون (، يعنى ويصفون ) لله البنات (، حين زعموا أن
الملائكة بنات الله تعالى، ) سبحانه (، نزه نفسه عن قولهم، ثم قال عز وجل :( ولهم ما يشتهون ) [ آية : ٥٧ ] من البنين.
النحل :( ٥٨ ) وإذا بشر أحدهم.....
ثم أخبر عنهم، فقال سبحانه :( وإذا بشر أحدهم بالأنثى (، فقيل له : ولدت لك ابنة،
)( ظل وجهه مسودا (، يعنى متغيراً، ) وهو كظيم ) [ آية : ٥٨ ]، يعنى مكروباً.
النحل :( ٥٩ ) يتوارى من القوم.....
) يتوارى من القوم من سوء ما بشر به (، يعنى لا يريد أن يسمع تلك البشرى أحداً،
ثم أخبر عن صنيعه بولده، فقال سبحانه :( أيمسكه على هون (، فأما الله فقد علم أنه
صانع أحدهما لا محالة، ) أم يدسه (، وهي حية، ) في التراب ألا ساء ما يحكمون (


الصفحة التالية
Icon