صفحة رقم ٢٤٢
يعنى لما تقول، ) ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام (، يعنى ما حرموا للآلهة من
الحرث والأنعام، وما أحلوا منها، ) لتفتروا على الله الكذب (، يعنى يزعمون أن الله عز
وجل أمرهم بتحريم الحرث والأنعام، ثم خوفهم، فقال سبحانه :( إن الذين يفترون على الله الكذب ( بأنه أمر بتحريمه، ) لا يفلحون ) [ آية : ١١٦ ] في الآخرة، يعنى لا
يفوزون.
النحل :( ١١٧ ) متاع قليل ولهم.....
ثم استأنف، فقال سبحانه :( متاع قليل (، يتمتعون في الدنيا، ) ولهم عذاب أليم (
[ آية : ١١٧ ]، يقول : في الآخرة يصيرون إلى عذاب وجيع.
النحل :( ١١٨ ) وعلى الذين هادوا.....
ثم بين ما حرم على اليهود، فقال سبحانه :( وعلى الذين هادوا حرمنا ما قصصنا عليك من قبل ( في سورة الأنعام، قبل سورة النحل، قال سبحانه :( وعلى الذين هادوا حرمنا كل ذي ظفر ومن البقر والغنم حرمنا عليهم شحومهما إلا ما حملت ظهورهما أو الحوايا (، يعنى المبعر، ) أو ما اختلط ( من الشحم ) بعظم ) [ الأنعام : ١٤٦ ]،
فهو لهم حلال من قبل سورة النحل، ) وَما ظلمناهُم ( بتحريمنا عليهم الشحوم واللحوم
وكل ذي ظفر، ) ولكن كانوا أنفسهم يظلمون ) [ آية : ١١٨ ] بقتلهم الأنبياء،
واستحلال الربا والأموال، وبصدهم الناس عن دين الله عز وجل.
النحل :( ١١٩ ) ثم إن ربك.....
) ثم إن ربك للذين عملوا السوء بجهالة (، نزلت في جبر غلام ابن الحضرمي،
أكره على الكفر بعد إسلامه، وقلبه مطمئن بالإيمان، يقول : راض بالإيمان، فعمد النبي
( ﷺ ) فاشتراه وحل وثاقه، وتاب من الكفر وزوجه مولاة لبني عبد الدار، فأنزل الله عز
وجل فيه :( ثم إن ربك للذين عملوا السوء بجهالة (، فكل ذنب من المؤمن فهو
جهل منه، ) ثم تابوا من بعد ذلك ( السوء، ) وأصلحوا ( العمل، ) إن ربك من بعدها لغفور (، يعنى بعد الفتنة لغفور لما سلف من ذنوبهم، ) رحيم ) [ آية : ١١٩ ] بهم
فيما بقي.
تفسير سورة النحل من الآية :[ ١٢٠ - ١٢٢ ].


الصفحة التالية
Icon