صفحة رقم ٤٤
التوبة :( ٣٠ ) وقالت اليهود عزير.....
) وقالت اليهود عزير ابن الله (، وذلك أن اليهود قتلوا الأنبياء بعد موسى، فرفع
الله عنهم التوراة، ومحاها من قلوبهم، فخرج عزيز يسيح في الأرض، فأتاه جبريل عليه
السلام، فقال له : أين تذهب ؟ قال : لطلب العلم، فعلمه جبريل التوراة كلها، فجاء عزيز
بالتوراة غضاً إلى بنى إسرائيل فعلمهم، فقالوا : لم يعلم عزير هذا العلم إلا لأنه ابن الله
فذلك قوله :( وقالت اليهود عزير ابن الله (، ثم قال :( وقالت النصارى المسيح ابن الله (، يعنون عيسى ابن مريم، ) ذلك قولهم بأفواههم (، يقول : هم
يقولون بألسنتهم من غير علم يعلمونه، ) يُضهِئونَ (، يعنى يشبهون ) قول الذين كفروا (، يعنى قول اليهود ) من قبل ( قول النصارى لعيسى إنه ابن الله، كما
قالت اليهود عزير ابن الله، فضاهأت، يعنى أشبه قول النصارى في عيسى قول اليهود في
عزير، ) قاتلهم الله (، يعنى لعنهم الله ) أنى يؤفكون ) [ آية : ٣٠ ]، يعنى
النصارى من أين يكذبون بتوحيد الله.
التوبة :( ٣١ ) اتخذوا أحبارهم ورهبانهم.....
ثم أخبر عن النصارى، فقال :( اتخذُواْ أخبارَهُم (، يعنى علماءهم،
)( ورهبانهم (، يعنى المجتهدين في دينهم أصحاب الصوامع، ) أربابا (، يعنى
أطاعوهم ) من دون الله و ( اتخذوا ) والمسيح ابن مريم ( رباً، يقول :
( وما أمروا (، يعنى وما أمرهم عيسى، ) إلا ليعبدوا إلها واحدا (، وذلك
أن عيسى قال لبني إسرائيل في سورة مريم، وفي حم الزخرف :( إن الله هو ربي وربكم فاعبدوه هذا صراط مستقيم ) [ الزخرف : ٦٤ ]، فهذا قول عيسى لبني
إسرائيل، ثم قال :( لا إله إلا هو سبحانه عما يشركون ) [ آية : ٣١ ]، نزه
نفسه عما قالوا من البهتان.
التوبة :( ٣٢ ) يريدون أن يطفئوا.....
ثم أخبر عنهم، فقال :( يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم (، يعنى دين الإسلام
بألسنتهم بالكتمان، ) ويأبى الله إلا أن يتم نوره (، يعنى يظهر دينه الإسلام، ) ولو كره الكافرون ) [ آية : ٣٢ ] أهل الكتاب بالتوحيد.


الصفحة التالية
Icon