صفحة رقم ٥٤
) إنما الصدقات للفقراء ( الذين لا يسألون الناس، ) والمساكين ( الذين
يسألون الناس، ) والعملينَ عليها ( يعطون مما جبوا من الصدقات على قدر ما جبوا من
الصدقات، وعلى قدر ما شغلوا به أنفسهم عن حاجتهم، ) والمؤلفة قلوبهم ( يتألفهم
بالصدقة، يعطيهم منها، منهم : أبو سفيان وعيينة بن حصن، وسهل بن عمرو، وقد
انقطع حتى المؤلفة اليوم، إلا أن ينزل قوم منزلة أولئك، فإن أسلموا أعطوا من الصدقات،
تتألفهم بذلك ليكونوا دعاة إلى الدين، ) وفي الرقاب (، يعنى وفي فك الرقاب، يعنى
أعطوا المكاتبين، ) والغارمين (، وهو الرجل يصيبه غرم في ماله من غير فساد ولا
معصية، ) وفي سبيل الله (، يعنى في الجهاد، يعطى على قدر ما يبلغه في غزاته،
)( وابن السبيل (، يعنى المسافر المجتاز وبه حاجة، يقول :( فريضة من الله ( لهم
هذه القسمة ؛ لأنهم أهلها، ) والله عليم ( بأهلها، ) حكيم ) [ آية : ٦٠ ] حكم
قسمتها.
وقال النبي ( ﷺ ) :' لا تحل الصدقة لمحمد، ولا لأهله، ولا تحل الصدقة لغنى، ولا لذي
مرة سوى '، يعنى القوى الصحيح، وكان المؤلفة قلوبهم ثلاث عشر رجلاً، منهم : أبو
سفيان بن حرب بن أمية، والأقرع بن حابس المجاشعي، وعيينة بن حصن الفزارى،
وحويطب بن عبد العزى القرشي، من بنى عامر بن لؤي، والحارث بن هشام المخزومي،
وحكيم بن حزام، من بنى أسد بن عبد العزى، ومالك بن عوف النضرى، وصفوان بن
أمية القرشي، وعبد الرحمن بن يربوع، وقيس بن عدي السهمي، وعمرو بن مرداس،
والعلاء بن الحارث الثقفي، أعطى كل رجل منهم مائة من الإبل ليرغبهم في الإسلام
ويناصحون الله ورسوله، غير أنه أعطى عبد الرحمن بن يربوع خمسين من الإبل، وأعطى
حويطب بن عبد العزى القرشي خمسين من الإبل، وكان أعطى حكيم بن حزام سبعين
من الإبل، فقال : يا بني الله، ما كنت أرى أن أحداً من المسلمين أحق بعطائك منى،
فزاده النبي ( ﷺ )، فكره، ثم زاده عشرة، فكره، فأتمها له مائة من الإبل، فقال حكيم : يا
رسول الله، عطيتك الأولى التي رغبت عنها، أهي خير أم التي قنعت بها ؟ فقال النبي
( ﷺ ) :' الإبل التي رغبت عنها '، فقال : والله لا آخذ غيرها، فأخذ السبعين، فمات وهو
أكثر قريش مالاً، فشق على النبي ( ﷺ ) تلك العطايا، فقال النبي ( ﷺ ) :' إني لأعطى رجلاً