صفحة رقم ٦٢
الصدقات ( وذلك أن النبى ( ﷺ ) أمر الناس بالصدقة وهو يريد غزاة تبوك، وهى غزاة
العسرة، فجاء عبد الرحمن بن عوف الزهري بأربعة آلاف درهم، كل درهم مثقال، فقال
النبى ( ﷺ ) :' أكثرت يا عبد الرحمن بن عوف، هل تركت لأهلك شيئاً ؟ ' قال : يا رسول الله، ما لي ثمانية آلاف، أما أربعة آلاف فأقرضتها ربى، وأما أربعة آلاف الأخرى
فأمسكتها لنفسي، فقال له النبى ( ﷺ ) :' بارك الله لك فيما أعطيت وفيما أمسكت '،
فبارك الله في مال عبد الرحمن، حتى أنه يوم مات بلغ ثمن ماله لأمرأتيه ثمانين ومائة ألف،
لكل امرأة تسعون ألفاً.
وجاء عاصم بن عدي الأنصاري، من بنى عمرو بن عوف بسبعين وسقاً من تمر،
وهو حمل بعير، فنثره في الصدقة، واعتذر إلى النبى ( ﷺ ) من قلته، وجاء أبو عقيل بن قيس
الأنصاري، من بنى عمرو، بصاع فنثره في الصدقة، فقال : يا نبي الله، بت ليلتي أعمل
في النخل أجر بالجرين على صاعين، فصاع أقرته ربى، وصاع تركته لأهلي، فأحببت أن
يكون لي نصيب في الصدقة، ونفر من المنافقين جلوس، فمن جاء بشيء كثير، قالوا :
مراء، ومن جاء بقليل، قالوا : كان هذا أفقر إلى ماله، وقالوا لعبد الرحمن وعاصم : ما
أنفقتم إلا رياء وسمعة وقالوا لأبى عقيل : لقد كان الله ورسوله غنيين عن صاع أبى
عقيل.
فسخروا وضحكوا منهم، فأنزل الله عز وجل :( والذين لا يجدونَ إِلا
جُهدَهُم (، يعنى أبا عقيل، ) فيسخرونَ مِنهم (، يعنى من المؤمنين، ) سخر اللهُ مِنهُم (،
يعنى سخر الله من المنافقين في الآخرة، ) ولهم عَذَاب أليم ) [ آية : ٧٩ ]، يعنى وجيع،
نظيرها :( إن تسخروا مِنا فإنا نسخرُ مِنكم ) [ هود : ٣٨ ] يعنى سخر الله من
المنافقين.
التوبة :( ٨٠ ) استغفر لهم أو.....
) استغفر لهم (، يعنى المنافقين، ) أو لا تستغفر لهم إِن تستغفر لهُم سَبعينَ مَرةً فَلَن
يغفر اللهُ لهم ذلك بأنهم كفروا بِالله ورسُولهُ واللهُ لا يهدي القومَ الفاسقينَ ) [ آية :


الصفحة التالية
Icon