صفحة رقم ١٢
واخشوه، ) وأقيموا ( يعني وأتموا ) الصلاة ولا تكونوا من المشركين ) [ آية : ٣١ ]
الروم :( ٣٢ ) من الذين فرقوا.....
يقول : لكفار مكة كونوا من الموحدين لله عز وجل ولا تكونوا :( من الذين فرقوا دينهم ( يعني أهل الأديان فرقوا دينهم الإسلام، ) وكانوا شيعا ( يعني أحزاباً في
الدين يهود ونصارى ومجوس وغيره ونحو ذلك، ) كل حزب لديهم فرحون ) [ آية :
٣٢ ] كل أهل ملة بما عندهم من الدين راضون به.
الروم :( ٣٣ ) وإذا مس الناس.....
) وإذا مس الناس ضر ( يعني كفار ضر، يعني السنين، وهو الجوع، يعني قحط
المطر عليهم سبع سنين، ) دعوا ربهم منيبين إليه ( يقول : عز وجل راجعين إليه يدعونه
أن يكشف عنهم الضر، لقوله تعالى في حم الدخان :( ربنا اكشف عنا العذاب (
[ الدخان : ١٢ ] يعني الجوع ) إنا مؤمنون ) [ الآية : ١٢ ]. قال تعالى :( ثم إذا أذاقهم منه رحمة ( يعني إذا أعطاهم من عنده نعمة، يعني المطر ) إذا فريق منهم بربهم يشركون (
[ آية : ٣٣ ] يقول : تركوا توحيد ربهم في الرخاء، وقد وحدوه في الضر.
الروم :( ٣٤ ) ليكفروا بما آتيناهم.....
) ليكفروا ( يعني لكي يكفروا ) بما ءاتينهم ( بالذي أعطيناهم من الخير في
ذهاب الضر عنهم، وهو الجوع، ثم قال سبحانه :( فتمتعوا ( قليلاً إلى آجالكم
) فسوف تعلمون ) [ آية : ٣٤ ] هذا وعيد، ثم ذكر شركهم، فقال :
الروم :( ٣٥ ) أم أنزلنا عليهم.....
) أم أنزلنا ( وأم
هاهنا صلة على أهل مكة، يعني كفارهم ) ) عليهم سلطناً ( يعني كتاباً من السماء
) فهو يتكلم ( يعني ينطق ) بما كانوا به يشركون ) [ آية : ٣٥ ] يعني ينطق بما يقولون
من الشرك. ثم ذكرهم أيضاً، فقال سبحانه :
الروم :( ٣٦ ) وإذا أذقنا الناس.....
) وإذا أذقنا الناس ( كفار مكة ) رحمةً ( يعني أعطينا كفار مكة رحمة، يعني
المطر ) فرحوا بها وإن تصبهم سيئةٌ ( بلاء يعني الجوع أو شدة من قحط سبع سنين
) بما قدمت أيديهم ( من الذنوب ) إذا هم يقنطون ) [ آية : ٣٦ ] يعني إذا هم من المطر
آيسون، ثم وعظهم ليعتبروا. فقال تعالى :
تفسير سورة الروم من الآية ( ٣٧ ) إلى الآية ( ٤١ ).


الصفحة التالية
Icon