صفحة رقم ١٣١
الأرض ثم يخرج به ( بالماء ) زرعاً مختلفاً ألوانه ثم يهيج ( يعني يبيس ) فتراه ( بعد
الخضرة ) مصفراًّ ثم يجعله حطاماً ( يعني هالكاً، نظيرها :( لا يحطمنكم سليمان
وجنوده ) [ النمل : ١٨ ] يعني لا يهلكنكم سليمان هذا مثل ضربه الله في الدنيا كمثل
النبت، بينما هو أخضر إذ تغير فيبس، ثم هلك، فكذلك تهلك الدنيا بعد بهجتها
وزينتها ) إن في ذلك لذكرى ( يعني تفكر ) لأولي الألباب ) [ آية : ٢١ ].
الزمر :( ٢٢ ) أفمن شرح الله.....
) أفمن شرح الله صدره للإسلام ( يقول : أفمن وسع الله قلبه للتوحيد ) فهو على
نورٍ ( يعني على هدى ) من ربه ( يعني النبي ( ﷺ ) ) فويلٌ للقاسية ( يعني الجافية
) قلوبهم ( فلم تلن، يعني أبا جهل ) من ذكر الله ( يعني عن توحيد الله ) أولئك في
ضللٍ مبينٍ ) [ آية : ٢٢ ] يعني أبا جهل يقول الله تعالى للنبي ( ﷺ ) : ليس المشرح صدره
بتوحيد الله كالقاسي قلبه ليسا بسواء.
الزمر :( ٢٣ ) الله نزل أحسن.....
) الله نزل أحسن الحديث ( يعني القرآن ) كتبا متشابهاً ( يشبه بعضه بعضاً
) مثاني ( يعني يثني الأمر في القرآن مرتين أو ثلاثاً، أو أكثر من نحو ذكر الأمم الخالية،
ومن نحو ذكر الأنبياء، ومن نحو ذكر آدم، عليه السلام، وإبليس، ومن نحوه ذكر الجنة
والنار، والبعث والحساب، ومن نحو ذكر النبت والمطر، ومن نحو ذكر العذاب، ومن نحو
ذكر موسى وفرعون، ثم قال :( تقشعر منه ( يعني مما في القرآن من الوعيد ) جلود
الذين يخشون ) ) عذاب ( ( ربهم ثم تلين جلودهم وقلوبهم إلى ذكر الله ( يعني إلى الجنة
وما فيها من الثواب، ثم قال :( ذلك ( الذي ذكر من القرآن ) هدى الله يهدي به (
يعني بالقرآن ) من يشاء ( لدينه ) ومن يضلل الله ) ) عن دينه ( ( فما له من هادٍ (
[ آية : ٢٣ ] إلى دينه يقول : من أضله الله عن الهدى، فلا أحد يهديه إليه.
الزمر :( ٢٤ ) أفمن يتقي بوجهه.....
وقوله تعالى : أفمن يتقي بوجهه سوء ( يعني شدة ) العذاب يوم القيامة ( يقول :
ليس الضال الذي يتقي النار بوجهه كالمهتدي الذي لا تصل النار إلى وجهه، ليس
بسواء، يقول الكافر يتقي بوجهه شدة العذاب، وهو في النار مغلولة يده إلى عنقه، وفي
عنقه حجر ضخم مثل الجبل العظيم من كبريت تشتعل النار في الحجر، وهو معلق في
عنقه، وتشتعل على وجهه فحرها ووهجها على وجهه لا يطيق دفعها عن وجهه من
أجل الأغلال التي في يده وعنقه ) وقيل ( وقالت الخزنة :( للظالمين ذوقوا ( العذاب
ب ) ما كنتم تكسبون ) [ آية : ٢٤ ] من الكفر والتكذيب.


الصفحة التالية
Icon