صفحة رقم ١٤٥
) له الدين ( يعني التوحيد ) ولو كره الكافرون ) [ آية : ١٤ ] من أهل مكة، ثم عظم
نفسه عن شركهم، فقال عز وجل :
غافر :( ١٥ ) رفيع الدرجات ذو.....
) رفيع الدرجات ( يقول : أنا فوق السماوات لأنها
ارتفعت من الأرض سبع سماوات ) ذو العرش ( يعني هو عليه، يعني على العرش
) يلقي الروح من أمره ( يقول : ينزل الوحي من السماء بإذنه ) على من يشاء من عباده (
من الأنبياء ) لينذر ( النبيون بما في القرآن من الوعيد ) يوم التلاق ) [ آية : ١٥ ] يعني
يوم يلتقي الخالق والخلائق.
تفسير سورة غافر من الآية ( ١٦ ) إلى الآية ( ٢٠ ).
غافر :( ١٦ ) يوم هم بارزون.....
ثم ذكر ذلك اليوم، فقال :( يوم هم برزون ( من قبورهم على ظهر الأرض مثل
الأديم الممدود ) لا يخفى على الله منهم شيءٌ ( يقول : لا يستتر عن الله عز وجل منهم أحد،
فيقول الرب تبارك وتعالى :( لمن الملك اليوم ( يعني يوم القيامة حين قبض السموات
والأرض في يده اليمنى فلا يجيبه أحد، فيقول لنفسه :( لله الواحد ( لا شريك له
) القهار ) [ آية : ١٦ ] لخلقه حين أحياهم.
غافر :( ١٧ ) اليوم تجزى كل.....
) اليوم ( في الآخرة ) تجزى كل نفس ( بر وفاجر ) بما كسبت ( من خير أو
شر ) لا ظلم اليوم إن الله سريع الحساب [ آية : ١٧ ] يفرغ الله تعالى من حسابهم
في مقدار نصف يوم من أيام الدنيا،
غافر :( ١٨ ) وأنذرهم يوم الآزفة.....
قوله تعالى :( وأنذرهم ( يعني النبي ( ﷺ ) أنذر أهل
مكة ) يوم الأزفة ( يعني اقتراب الساعة ) إذ القلوب لدى الحناجر ( وذلك أن الكفار
إذا عاينوا النار في الآخرة شخصت أبصارهم إليها فلا يطرفون وأخذتهم رعدة شديدة
من الخوف فشهقوا شهقة فزالت قلوبهم من أماكنها فنشبت في حلوقهم فلا تخرج من
أفواههم ولا ترج إلى أماكنها أبداً، فذلك قوله تعالى :( إذ القلوب ( يعني عند ) لدى
الحناجر ( ) كاظمين ( يعني مكروبين ) ما للظالمين ( يعني المشركين ) من
حميمٍ ( يعني قريب ينفعهم ) ولا شفيعٍ يطاع ) [ آية : ١٨ ] فيهم.


الصفحة التالية
Icon