صفحة رقم ١٦
الروم :( ٥١ ) ولئن أرسلنا ريحا.....
) ولئن أرسلنا ريحا ( على هذا النبت الأخضر ) فرأوه ( النبت ) مصفرا ( من البرد
بعد الخضرة ) لظلوا من بعده يكفرون ) [ آية : ٥١ ] برب هذه النعم، ثم عاب كفار
مكة، فضرب لهم مثلاً، فقال عز وجل :
الروم :( ٥٢ ) فإنك لا تسمع.....
) فانك ( يا محمد ) لا تسمع الموتى ( النداء
فشبه الكفار بالأموات يقول : فكما لا يسمع الميت النداء، فكذلك الكفار ولا يسمعون
الإيمان ولا يفقهون، ثم قال :( ولا تسمع الصم الدعاء إذا ولوا مدبرين ) [ آية : ٥٢ ]
فشبهوا أيضاً بالصم إذا ولوا مدبرين، يقول : إن الأصم إذا ولى مدبراً، ثم ناديته لا يسمع
الدعاء، فكذلك الكافر لا يسمع الإيمان إذا دعى.
الروم :( ٥٣ ) وما أنت بهادي.....
) وما أنت ( يعني النبي ( ﷺ ) ) بهد العمى ( للإيمان يقول : عموا عن الإيمان ) عن
ضللهم ( يعني كفرهم الذي هم عليه، ثم أخبر النبي ( ﷺ )، فمن يسمع الإيمان، فقال
سبحانه :( إن تسمع ( بالإيمان ) إلا من يؤمن بئايتنا ( يعني يصدق بالقرآن أنه جاء من
الله عز وجل ) فهم مسلمون ) [ آية : ٥٣ ] يعني فهم مخلصون بالتوحيد.
تفسير سورة الروم من الآية ) ٥٤ ) إلى الآية ( ٥٧ ).
الروم :( ٥٤ ) الله الذي خلقكم.....
ثم أخبرهم عن خلق أنفسهم ليتفكر المكذب بالبعث في خلق نفسه، فقال عز وجل :
( الله الذي خلقكم من ضعفٍ ( يعني من نطفة ) ثم جعل من بعد ضعفٍ قوةً ( يعني
شدة تمام خلقه ) ثم جعل من بعد قوةٍ ضعفاً ( يقول : فجعل من بعد قوة الشباب الهرم
) و ) ) جعل ( ( وشيبةً ( يعني الشمط ) يخلق ما يشاء ( يعني هكذا يشاء أن يخلق
الإنسان كما وصف خلقه، ثم قال :( وهو ( يعني الرب نفسه جل جلاله
) العليم ( يعني العالم بالبعث ) القدير ) [ آية : ٥٤ ] يعني القادر عليه.
الروم :( ٥٥ ) ويوم تقوم الساعة.....
ثم قال عز وجل :( ويوم تقوم الساعة ( يعني يوم القيامة ) يقسم ( يعني يحلف
) المجرمون ما لبثوا ) ) في القبور ( ( غير ساعةٍ ( وذلك أنهم استلقوا ذلك، يقول الله
عز وجل :( كذلك كانوا يؤفكون ) [ آية : ٥٥ ] يقول : هكذا كانوا يكذبون بالبعث في


الصفحة التالية
Icon