صفحة رقم ١٦٥
يستعتبوا ) ) في الآخرة ( ( فما هم من المعتبين ) [ آية : ٢٤ ]، يقول : وإن يستقيلوا ربهم
في الآخرة، فما هم من المقالين، لا يقبل ذلك منهم.
تفسير سورة فصلت من الآية ( ٢٥ ) إلى الآية ( ٣٠ ).
فصلت :( ٢٥ ) وقيضنا لهم قرناء.....
ثم قال :( وقيصنا لهم ) ) في الدنيا ( ( قرناء ( من الشياطين، يقول : وهيأنا لهم
قرناء في الدنيا، ) فزينوا لهم (، يقول : فحسنوا لهم، كقوله :( كذلك زين (
[ يونس : ١٢ ]، يقول : حسن ) ما بين أيديهم (، يعني من أمر الآخرة، وزينوا لهم
التكذيب بالبعث والحساب والثواب والعقاب أن ذلك ليس بكائن، ) و ) ) زينوا لهم ( ( وما خلفهم ( من الدنيا، فحسنوه في أعينهم، وحببوها إليهم حتى لا يعملوا خيراً،
)( وحق عليهم القول (، يعني وجب عليهم العذاب، ) في أممٍ (، يعني مع أمم، ) قد
خلت من قبلهم (، يعني من قبل كفار مكة، ) من ) ) كفار ( ( الجن والإنس ( من الأمم
الخالية، ) إنهم كانوا خاسرين ) [ آية : ٢٥ ].
فصلت :( ٢٦ ) وقال الذين كفروا.....
) وقال الذين كفروا، يعني الكفار، ) لا تسمعوا لهذا القرءان ) [ آية :....... ]، إلى
ثلاث آيات، هذا قول أبي جهل، وأبي سفيان لكفار قريش، قالوا لهم :
إذا سمعتم القرآن
من محمد ( ﷺ ) وأصحابه، فارفعوا أصواتكم بالأشعار والكلام في وجوههم، حتى تلبسوا
عليهم قولهم فيسكتون، فذلك قوله :( والغوا فيه ( بالأشعار والكلام، ) لعلكم تغلبون ) [ آية : ٢٦ ]، يعني لكي تغلبونهم فيسكتون.
فصلت :( ٢٧ ) فلنذيقن الذين كفروا.....
فأخبر الله تعالى بمستقرهم في الآخرة، فقال :( فلنذيقن الذين كفروا عذابا شديدا (،
يعني أبا جهل وأصحابه، ) ولنجزينهم أسوأ الذي كانوا يعملون ) [ آية : ٢٧ ] من الشرك.