صفحة رقم ١٦٧
اليوم ) وفي الآخرة ولكم فيها (، يعني في الجنة، ) ما تشتهي أنفسكم ولكن فيها ما
تدعون ) [ آية : ٣١ ]، يعني مما تتمنون.
فصلت :( ٣٢ ) نزلا من غفور.....
هذا الذي أعطاكم الله كان ) نزلا من غفور رحيم ) [ آية : ٣٢ ].
فصلت :( ٣٣ ) ومن أحسن قولا.....
قوله :( ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله (، يعني التوحيد، ) وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين ) [ آية : ٣٣ ]، يعني المخلصين، يعني النبي ( ﷺ ).
فصلت :( ٣٤ ) ولا تستوي الحسنة.....
قوله :( ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن (، وذلك أن أبا جهل
كان يؤذي النبي ( ﷺ )، وكان النبي مبغضاً له، يكره رؤيته، فأمر بالعفو والصفح، يقول :
إذا فعلت ذلك، ) فإذا الذي بينك وبينه عدوةٌ (، يعني أبا جهل، ) كأنه ولي ( لك في
الدين، ) حميم ) [ آية : ٣٤ ] لك في النسب، الشفيق عليك.
فصلت :( ٣٥ ) وما يلقاها إلا.....
ثم أخبر نبيه، عليه السلام :( وما يلقاها (، يعني لا يؤتاها، يعني الأعمال الصالحة،
العفو والصفح، ) إلا الذين صبروا ( على كظم الغيظ، ) وما يلقاها (، يعني لا يؤتاها،
)( إلا ذو حظ عظيم ) [ آية : ٣٥ ] نصيباً وافراً في الجنة، فأمره الله بالصبر، والاستعاذة
من الشيطان في أمر أبي جهل.
فصلت :( ٣٦ ) وإما ينزغنك من.....
) وإما ينزغنك (، يعني يفتننك في أمر أبي جهل والرد عنه، ) من الشيطان نزغ (،
يعني فتنة، ) فاستعذ بالله إنه هو السميع (
بالاستعاذة، ) العليم ) [ آية : ٣٦ ] بها،
نظيرها في حم المؤمن :( إن في صدورهم إلا كبر ما هم ببالغيه ) [ غافر : ٥٦ ]، وفي
الأعراف أمر أبي جهل.
فصلت :( ٣٧ ) ومن آياته الليل.....
) ومن ءاياته ( أن يعرف التوحيد بصنعه، وإن لم تروه، ) اليل والنهار
والشمس والقمر لا تسجدوا للشمس ولا للقمر واسجدوا لله الذي خلقهن (، يعني
الذي خلق هؤلاء الآيات، ) إن كنتم إياه تعبدون ) [ آية : ٣٧ ]، فسجد النبي ( ﷺ )
والمؤمنون يومئذٍ، فقال كفار مكة عند ذلك : بل نسجد للات، والعزى، ومناة.
فصلت :( ٣٨ ) فإن استكبروا فالذين.....
يقول الله تعالى :( فإن استكبروا ( عن السجود لله، ) فالذين عند ربك ( من
الملائكة، ) يسبحون له باليل والنهار وهم لا يسئمون ) [ آية : ٣٨ ]، يعني لا يملون من
الذكر له والعبادة، وليست لهم فترة ولا شآمة.
تفسير سورة فصلت من الآية ( ٢٩ ) إلى الآية ( ٤٢ ).